استعرض السيد أحمد شوقي بنبين مدير المكتبة الملكية مساء يوم الاثنين بالدار البيضاء ما وصفه ب» أوديسة الكتاب»» في سياقه العربي والإسلامي عبر عصور وتواريخ شتى. وأوضح السيد بنبين- في محاضرة ألقاها ضمن البرنامج الثقافي المواكب للدورة ال15 للمعرض الدولي للنشر والكتاب بعنوان «»ملحمة الكتاب العربي»», أن هذا الكتاب تعرض «»للغسل والمحو والإبادة والإحراق والنهب»» بالخصوص على أيدي الصليبيين والتتار وعدد من المستشرقين وخلال الحملات الاستعمارية للإسبان والفرنسيين وكذا بسبب الصراعات المذهبية. وأشار إلى أن الحكم العثماني نقل مئات الآلاف من الكتب المخطوطة من الولايات العربية إلى تركيا حيث ما يزال أزيد من مليوني كتاب مخطوط قابعة في خبايا المكتبات الخاصة بهذه البلاد, معتبرا أن تركيا شكلت في القرن19 البوابة الثالثة التي انتقل منها المخطوط العربي إلى أوروبا بعد الأندلس وصقلية. وبخصوص دور بعض المستشرقين في نهب المخطوطات العربية ونقلها إلى أوروبا ذكر المحاضر بأن المستشرق بوكوك نقل500 مخطوط من الشرق أصبحت تشكل نواة المجموعة العربية في مكتبة أوكسفورد كما نقل المستشرق شيستبيتي إلى المكتبة التي أضحت تحمل إسمه بلندن مئات أخرى من المخطوطات من ضمنها مصحف وحيد من أصل14 نسخة خطها إبن البواب بيده في أواخر القرن الرابع ونهاية القرن الخامس. وأضاف مدير المكتبة الملكية أن بعض واضعي الكتب والعلماء العرب والمسلمين تخلصوا منها طوعا لأسباب عديدة, من ضمنهم ابن الزبير في القرن الأول والحواري في القرن الثاني الهجري. واستدل المحاضر على الأهمية التي أولاها العرب للكتاب بإطلاقهم اسم الكتاب على كل مصدر أساسي لا يضاهى في مجاله كأن أطلقوا اسم الكتاب على كتاب سيبويه في النحو وعلى كتاب أسرار البلاغة لعبد القاهر الجرجاني ومختصر القدوري في المذهب المالكي والفتوحات المكية لابن عربي ومدونة المالكية وغيرها. وأشار السيد أحمد شوقي بنبين إلى أن الكتاب العربي بالرغم من المعاناة التي كابدها على مر القرون ما زال صامدا في مواجهة التقنيات الحديثة كالميكروفيلم والانترنيت.