أطلت أحداث العدوان الإسرائيلي على غزة بظلالها على الساحة السياسية بمليلية بعد الخروج الإعلامي للمسؤول الأول عن الحزب الإشتراكي الإسباني بالثغر المحتل ، في شأن تصريح صدر عن رئيس الحكومة الإسبانية السابق ، خوصي ماريا أثنار، والذي وصف استخدام القوة العسكرية و تقتيل الأبرياء، بحالة الدفاع عن النفس، و صيانة الديمقراطية ، وأن ما أقدمت عليه إسرائيل واجب لحماية مواطنيها، الأمر الذي دفع الإشتراكي مونيوز دينيسيو إلى مطالبة حاكم مليلية، خوان خوصي أمبرودا ، بتحديد موقفه بصفته مسؤولا عن المدينة مما جاء على لسان الرئيس السابق للحزب الإشتراكي، ملحا على ضرورة توضيح الأمور في مدينة تضم فئة عريضة تمثل الأغلبية ، و تعارض أعمال التقتيل التي مارستها إسرائيل في حق الشعب الفلسطيني ، فالمليليون، يضيف السيد مونيوز دينيسيو ، ينتظرون إجابة على ضوء ما صرح به أثنار، الذي منح شرعية استعمال الآلة العسكرية الإسرائيلية في وجه أبرياء جلهم أطفال و شيوخ و نساء، حيث وصف مسؤول الحزب الإشتراكي صمت حاكم مليلية برد فعل غير مفهوم، و يدعو للشك، و ربما يدل على تطابق في المواقف، و يتناقض مع رأي الشارع بالمدينة السليبة. و إذا كانت تحركات الحزب الإشتراكي الإسباني بمليلية قد أعطت انطباعا يبين عدم الرضى من السياسة الإسرائيلية بمنطقة الشرق الأوسط ، عبر توظيف قضية ترتبط ارتباطا وثيقا بمخيال و شعور شريحة مهمة من المسلمين القاطنين في مليلية ، فإنه جاء ليؤكد انتهازه لكل الفرص التي يمكن أن تدعم تواجده المستقبلي في مليلية و جعلها أكثر قربا و ارتباطا ، عبر محاولة إشراك ساكنتها في متابعة قضايا خارجية ، و شغلهم عن مناقشة أو استحضار ملف تصفية الإستعمار من جزء من المغرب لم تنفع معه الخرجات الإعلامية أو التواصلية في فك ارتباطه بالمغرب روحيا و جغرافيا