الرباط : عبدالفتاح الصادقي تعيش المحطة الطرقية للقامرة بالرباط، هذه الأيام ، تحت رحمة « شناقة » النقل ، حيث يمتنع سائقو عدد كبير من الحافلات الرابطة بين المدن عن احترام القانون بالدخول إلى المحطة وحمل الركاب من داخلها ، ويتكفل مساعدوهم بإرغام المسافرين على اقتناء التذاكر بأثمان مرتفعة ، ويتسببون في خلق فوضى عارمة في الشارع العمومي ، بوقوفهم أمام الباب الرئيسي المواجه لمحطة البنزين الواقعة بين شارعي الكفاح والفضيلة ، أوقبالة المكتب الوطني للنقل بشارع الحسن الثاني ، بل إنهم جعلوا المسافة الممتدة من المحطة الطرقية إلى القنطرة المجاورة للمركز السينمائي المغربي تحت «هيمنتهم » حيث يتوقفون أين ما أرادوا ومتى شاؤوا ، من أجل «اصطياد » المواطنين وإرغامهم على الركوب في غياب شروط السلامة الطرقية، وتتم هذه المخالفات في ظل صمت مريب من قبل الجهات المختصة وعلى رأسها رجال الأمن الذين يغض بعضهم الطرف عن هذه التجاوزات التي غالبا ما تتسبب في وقوع حوادث مميتة، ويتعرض فيها المواطنون للاعتداء والسرقة والنهب ، وقد لوحظ اختفاء سيارة الأمن التي تقف إلى جانب المحطة ، حيث كان رجال الأمن يساهمون في تنظيم حركة العبور . ويظهر من المعطيات الميدانية أن هذه الممارسات المخالفة للقانون ، تقوض الجهود المبذولة من أجل تحسين خدمات نقل المسافرين بهذه المحطة، التي تعتبر صورة مصغرة للوضعية المزرية التي تتخبط فيها العديد من المحطات بالمغرب ، بسبب عدم احترام بعض الشركات لدفاتر التحملات ، ولوجوئها إلى فرض الأمر الواقع على السلطات المختصة، وتقدر بعض المصادر المطلعة أن حوالي 50 في المائة من الحافلات التابعة لشركات مختلفة تمتنع عن الدخول إلى المحطات الطرقية . ويبدو أن الوضع ازداد تأزما، خصوصا أنه يتزامن مع فصل الصيف الذي ترتفع فيه أعداد المسافرين الراغبين في قضاء عطلهم بمختلف المدن المغربية ، حيث تستغل هذه الشركات هذه الظرفية، وتستعين بسائقين مبتدئين من أجل مراكمة الأرباح على حساب سلامة المواطنين ، والأدهى من ذلك أنها تعتمد في ذلك على أسطول يضم الكثير من الحافلات المتقادمة ، حيث يعاني المواطنون من ضعف جودة الخدمات بسبب حالتها الميكانيكية السيئة ،بالإضافة إلى معاناتهم من عدم توفر الأمن الكافي بالمحطة، خاصة في فترة الليل وأثناء الساعات الأولى من الصباح. وحسب شهادات بعض المسافرين، فإن «الشناقة » يكثفون نشاطهم المخالف للقانون خلال عطلة نهاية الأسبوع ، مع ارتفاع حركة المسافرين،حيث تصل أثمان التذاكر إلى ذروتها ، ويؤدي الازدحام و الاكتظاظ إلى انتشار المضاربة في أسعار التذاكر،وإلى عدم احترام مواعيد انطلاق الحافلات، وبالتالي تأخر المسافرين عن الوصول في الوقت المحدد . ويؤكد معظم العاملين في هذه الحافلات أنهم مرغمون على ذلك وإلا تعرضوا للطرد من قبل أصحاب الشركات ، ففي تصريح للعلم يقول سائق حافلة رابطة بين طنجة ومراكش : « إنني أحاول جهد المستطاع أن أحترم القانون ، ولكن مشغلي لا يهمه احترام القانون بقدر ما تهمه ( الروصيطا ) . ولتحقيق ذلك لابد لي ومساعدي أن نتعقبا المسافرين أين ما وجدوا ، حيث نصبح مثل حافلات النقل الحضري ..» ويوضح أحد المسافرين الذي كان متجها إلى الجديدة في حديث مع العلم أن « شناقة النقل » يطوقون المواطنين أمام بوابة المحطة ويمنعونهم من أخذ تذاكرهم من الشبابيك المخصصة لهذا الغرض ، ويجبرونهم على اقتنائها منهم بأسعار تصل في بعض الأحيان إلى الضعف، بعد أن يوهمونهم بنفاذها داخل المكاتب ، وهو ما يجعل عددا كبيرا من المواطنين يشترونها مباشرة من « الكريسونات » . ويبرز هذا المسافر قائلا : « إن المسؤولين يعرفون جيدا هذه الوضعية ، فهناك العديد من الشكايات التي ترفع إليهم يوميا من قبل المسافرين عبر مختلف المحطات ، إننا في حاجة إلى الحماية من المضاربة في قطاع نقل المسافرين ، كما أن السلطات المختصة مطالبة بالتدخل من أجل ضمان احترام شركات النقل لشروط السلامة الطرقية والتزامها بدخول حافلاتها إلى المحطات الطرقية ..».