بدت نشيطة ومتحمسة بل ومتفائلة أيضا وهي تتحدث بثقة ل ( العلم الرياضي) في جلسة تنوعت أسئلتها وتعددت محاورها بين ما هو رياضي وثقافي وشخصي، إنها السيدة سميرة العبدي التي تشغل حاليا منصب مدير عام بإدارة نادي مولودية وجدة لكرة القدم، فمنذ توليها هذه المهمة قبل سنة ونصف السنة وهي تحاول جاهدة أن تكون في مستوى الآمال المعلقة عليها انطلاقا من اشتغالها على آليات حديثة تروم تنظيم إدارة النادي وترتيبها وهيكلتها وفق أحدث طرق التدبير والتأهيل الرياضي ساعدها على ذلك تكوينها الثقافي والعلمي في مجال تخصصها ضمن شعبة التسيير والتدبير الرياضي بكلية الحقوق بوجدة التابعة لجامعة محمد الأول وكذا درايتها وتجربتها الميدانية كمسيرة سابقة بشركة مهتمة بمجال الخدمات، ولأنها أول سيدة تشغل هذا المنصب الإداري الهام على صعيد أندية الدرجة الأولى للنخبة كان لابد من الاقتراب منها ومحاورتها لمعرفة طبيعة عملها وأسلوب اشتغالها. وهنا ما قالته السيدة سميرة العبدي (من مواليد 13/09/1975 بميدلت متزوجة وأم لطفلين) في هذا الحوار المتنوع : س: كيف جاء اختيارك لشغل هذا المنصب بإدارة نادي مولودية وجدة ؟ ج: بعد حصولي على دبلوم الدراسات العليا المتخصصة في الاقتصاد والتدبير الرياضي سنة 2006 تمت المناداة علي من طرف نادي مولودية وجدة في إطار أجرأة تأهيل النادي طبقا لبنود ومواصفات دفتر التحملات الذي أقرته الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وهكذا بدأت في مباشرة عملي مند حوالي سنة ونصف السنة باجتهاد ورغبة كبيرة في تحديث آليات التدبير المحكم. س: تعتبرين أول سيدة تشغل هذا المنصب على صعيد أندية الدرجة الأولى للنخبة، ما هو شعورك ومثل هاته المناصب حكر في مجال الكرة على الجنس الآخر ؟ ج: هو شعور عاد، ففي إطار سوق الشغل لا فرق بين المرأة والرجل فلكل إمكانياته ومؤهلاته وكفاءته، وقد أبانت المرأة عن علو كعبها وهي تتقلد أعلى المناصب وفي مجالات وميادين متعددة، فمنذ التحاقي بإدارة النادي وجدت الدعم والتشجيع المطلوبين خصوصا من طرف رئيس النادي السيد محمد لحمامي الذي له الكثير من الفضل علي ومنه تعلمت كيف أتعامل مع الوسط الرياضي، إنه إطار كفء ونشيط ذو تجربة طويلة في مجال التدبير الإداري والمالي. س: ما هي المهام التي تضطلعين بها في هذا الإطار ؟ ج: إلى جانب مسؤوليتي كمديرعام بالنادي فأنا أتولى في ذات الوقت مهام مدير مالي ومثل هذه المهام وهي جسيمة تتطلب مني مواظبة مستمرة للإشراف على تدبير وتصريف شؤون النادي يوميا بشكل منظم وسلس دونما تأخير. س: ألا تجدين صعوبة في التواصل مع مكونات الفريق ؟ ج: بل بالعكس هناك علائق طيبة تجمعني بكل الأطراف وعملنا يمر في أجواء يطبعها الاحترام المتبادل والتعاون والتواصل أيضا. س: هل تشاركين في اجتماعات المكتب المسير للنادي وهل تجد اقتراحاتك صداها لدى الأعضاء ؟ ج: ذلك من طبيعة عملي وهو بذلك يحتم علي حضور كل الاجتماعات التي يعقدها المكتب المسير حيث أعكف على إعداد التقارير وترتيبها وتوثيقها وأعكف في نفس الآن على تتبع وتنفيذ ما يصدر عنه من قرارات، ولا أظن أن الآراء والمقترحات الصائبة تجد من يعارضها ما دام الهدف الذي نشتغل من أجله جميعا هو خدمة النادي والارتقاء بالممارسة الكروية نحو الإستراتيجية التي تتوخاها مخططات العمل. س: لو طلب إليك إعداد وصفة تخرج نادي مولودية وجدة من الوضعية التي بات يتخبط فيها في المواسم الأخيرة ماذا تقترحين ؟ ج: أتمناها مخلصة أن تكون وصفة سحرية من شأنها أن تسرع من وتيرة تأهيل النادي على جميع المستويات، وبالمناسبة أجزم القول أن نادي مولودية وجدة قطع أشواطا كبيرة في هذا المجال مقارنة مع أندية أخرى فعملنا ضمن خلية نشيطة متجانسة وبنظرة احترافية وفر علينا الكثير من الوقت لإعادة تنظيم الإدارة وهيكلتها والسير وفق ما يفرضه دفتر التحملات الذي أقرته جامعة كرة القدم وفي إطار نظام محاسباتي مضبوط يستجيب للمتطلبات والمساطر المعتمدة تسييرا وتتبعا إلى جانب إرساء هياكل إدارة تقنية قارة بأطرها على مستوى مركز التكوين ومدرسة النادي وبمشرفيها على كل الفئات، ونادي مولودية وجدة ثري بتراثه وتاريخه الكروي وبما أنجبه من أسماء لامعة أثثت فضاء هذه اللعبة. س: هل لديك طموح لتولي رئاسة النادي لاحقا وهل القانون يتيح لك مثل هاته الفرصة ؟ ج: ما كنت أظن أن يطرح علي مثل هذا السؤال بل ولم يخطر ببالي إطلاقا، فأنا موظفة وأتقاضى على عملي راتبا شهريا وأعضاء المكتب المسير ورئيس النادي منتخبون، أظن أن الأمور واضحة ولا لبس فيها والقانون واضح أيضا في هذا الإطار وضوح الشمس. س: كيف توفقين بين عملك الإداري في ناد لكرة القدم وبين دراستك العليا ورعاية أبنائك وبيتك ؟ ج: الأمر عاد وهو يحتاج فقط إلى تنظيم للوقت وتكييفه حسب أولوية الأهداف المرسومة مع التسلح بالصبر والإرادة وهما شرطان أساسيان للتغلب على كل الصعاب والمعوقات التي قد تعترض المرء وهو يشق طريقه في الحياة. س: لو خيرت أن تشتغلي لحساب ناد آخر فأي الأندية تختارين ؟ ج: لن أختار غير مولودية وجدة فهو في قلبي وذاكرتي إنه جزء مني. س: ما الجديد في دراستك العليا ؟ ج: قبل ارتباطي بنادي مولودية وجدة للاشتغال في إدارته العامة كنت قد شرعت في السنة الفارطة في إعداد مسودة أطروحة موضوعها ( المنازعات الرياضية) إلا أن ظروفا خاصة منها ضيق الوقت حالت دون مواصلة مشروعي الدراسي هذا، ولدي عزم كبير لمعاودة الكرة من خلال تهيئ مسودة جديدة من شأنها أن تسمح لي بوضع تقرير للتسجيل في الدكتوراه. س: أي الفرق تفضلين وطنيا ودوليا ؟ ج: مولودية وجدة بالطبع على الصعيد الوطني، أما على الصعيد الدولي فأنا معجبة بكل ناد يجيد صنع فرجة كروية لأنصاره وعشاقه. س: هل لك هوايات أخرى غير كرة القدم ؟ ج: المطالعة وقرض الشعر والرسم على الحرير، وشاعري المفضل نزار قباني. س: أي الكتب والمجلات تفضلين قراءتها ؟ ج: كل ما يتعلق بالتدبير والاقتصاد وهو مجال تخصصي بعد حصولي قبل 11 سنة خلت على الإجازة في القانون العام شعبة العلاقات الدولية. س: آخر كتاب انتهيت من قراءته ؟ ج: رواية ( طوق السراب) للمبدع يحي بزغود الأستاذ سابقا لمادة علوم التربية بالمركز التربوي الجهوي لتكوين الأساتذة بوجدة وأنا الآن على وشك الانتهاء من قراءتها، إنها رواية ممتعة. س: ما هي أكلتك المفضلة وأي طبق تفضلين تقديمه لضيوفك ؟ ج: بالنسبة لي طاجين الجلبانة ب(القوق) ولضيوفي أفضل الضلعة (معمرة) أي محشوة بما تشتهيه الأنفس. س: ما هو شعارك في الحياة ؟ ج: هو شعار مستلهم من كتاب الله العزيز، يقول عز وجل ( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) صدق الله العظيم. س: أمنية تودين تحقيقها ؟ ج: أن أرى فلذتي كبدي يسرى (9 سنوات) وسيدي محمد ( 7 سنوات) وقد تبوءا إن شاء الله مناصب عليا، وأمنية من هذا القبيل لا تدرك بالتمني بل بالاجتهاد والجد والمثابرة وزرع البذرة الصالحة، أرجو أن أوفق في ذلك. س: سؤال أغفلته كنت تنتظرين أن أطرحه عليك في هذا الحوار؟ ج: إنه يتعلق بمن أثروا في مسير حياتي المهنية ووسموه بالطموح والثقة والأمل وهم ثلاثة، والدي العزيز أطال الله عمره وأستاذي الجليل جمال الدين زهير رئيس شعبة التسيير والتدبير الرياضي بكلية الحقوق بوجدة و محمد لحمامي رئيس نادي المولودية ، فلهم مني تحية إكبار وعرفان بالجميل.