أشاد المشاركون في حفل تكريمي نُظم أخيرا بالرباط، على شرف الباحث اللساني والأستاذ الجامعي إدريس السغروشني، بأعماله الجليلة وجهوده الحثيثة في تطوير اللغة العربية لتصبح ندا للغات العالمية الأخرى التي قطعت أشواطا في مدارج الرقي والتطور. وأبرز المشاركون في هذا الحفل، الذي حضرته شخصيات من عالم السياسة والثقافة والفكر، عطاءات الأستاذ السغروشني الفذة وتفانيه في تكوين أجيال من الأساتذة الباحثين بمختلف الجامعات المغربية ولكونه يعتبر أحد رموز الثقافة اللغوية المغربية. وفي كلمة بالمناسبة، قال مدير معهد الدراسات والأبحاث للتعريب، السيد محمد الفران، إن المعهد يسعى من خلال هذا التكريم إلى التعبير عن الاعتراف والتقدير لهذا الباحث الفذ الذي عمل بتفان قل نظيره على تطوير اللغة العربية في المغرب، مشيدا بسعيه الحثيث لأن تحتل المكانة اللائقة بها في المجتمع المغربي الزاخر بالتعدد والتنوع. ونقل السيد الفران فخر واعتزاز طلبة هذا الأستاذ الذي أعطى الكثير للجامعة والمجتمع كما نوه بنبل أخلاقه وتواضعه الجم، مسلطا الضوء على رصانته في الدفاع عن اللغة العربية بالعلم والمعرفة وتطويرها حتى تلج العالم الحديث بكل تحدياته التكنولوجية. ويعتبر إدريس السغروشني باحثا وأستاذا مشاركا في الصواتة التوليدية حيث استطاع، من خلال دروسه وبحوثه، أن يصل إلى بلورة نموذج صرفي توليدي، أطلق عليه نظرية زانشطار الفتحةس، وهو عبارة عن برنامج بحث يسعى لتحديد صيغ اللغة العربية النسقية وضبط بعض جوانب بناء الكلمة فيها، وتجاوز العديد من المشاكل التي دأب النحاة والصرفيون القدماء على ردها إلى السماع والرواية. وتزامن هذا التكريم مع تقديم كتاب آفاق لغوية، الذي أنجزه المعهد بهذه المناسبة، والمتضمن لمجموعة من الأعمال العلمية الأكاديمية التي تقف على أحدث النظريات اللسانية والمهداة إلى الباحث ادريس السغروشني.