منذ يوم السبت الماضي وساكنة الدارالبيضاء تعاني من الغلاء الفاحش في أثمان الخضر والفواكه،وحسب مصادر من سوق الجملة للخضر والفواكه بالدارالبيضاء فإن مرد ذلك إلى تهافت المواطنين على شراء الخضر والفواكه وكأننا مقبلين على نهاية العالم. ومن خلال جولة بعدد من أسواق المدينة فقد لاحظنا إقبالا كثيرا على هذه الأسواق وتزايد عدد الوافديد عليها بالمقارنة مع الأيام الأخرى،إن أول ما لاحظناه هو ظهور فئة جديدة من مرتادي هذه الأسواق وهو ما يفسر بأن الطلب فاق العرض بكثير. من داخل سوق باب مراكشبالمدينة القديمة التقينا بسيدة أمام تجار السمك،وتنظر إلى المواد المعروضة بنوع من الحسرة والتأسف،ومنذ أن سمعت الثمن الأول لسمك القمرون 120 درهما وتراجعت إلى الوراء،وعند استفسارنا عن سوق السمك أجابتنا ببساطة حرام على هذه الحكومة وحرام على جميع المعنيين بالأمر،وزادت استفسارتنا عن السبب في قول هذا الكلام،فكان الجواب بسيطا نحن نتوفر على شواطئ كثيرة ونسمع دائما بخروج البواخر إلى الصيد ونسمع أن المغرب يصدر الأسماك إلى الخارج،ونحن نشتري القمرون ب 120. أما الميرلان فأقل ثمن هو 70 درهم ولاتتوفر فيها الجودة المتميزة بمعنى أن المواطنين تهربوا من شراء عدد من أنواع السمك لانعدام الجودة،بالإضافة إلى الأنواع الأخرى من الأسماك التي تتراوح أثمنتها ما بين 25 درهم للسردين والباجو ما بين 100 و150 درهم وهلم جرا. أما سوق بنجدية الذي يعتبر سوق الفخامة والتباهي فأثنته مرتفعة جدا بالمقارنة مع الأسواق الأخرة لاعتبارات طبقية،أي أن الوافدين على هذا السوق يصنفون من بين الأغنياء،سيما وأن الجزء المخصص للخضر يعرف إقبالا كبيرا والعرض يفوق الطلب،ويستغل الباعة هذه الظروف، ليفرضوا أثمنة خاصة بهم. كذلك الشأن بالنسبة لسوق درب غلف حيث تركن بعض النساء سيارتهن وسط الطريق للمناداة على أحد مساعدي بائعي الخضر والفواكه ليتبضع لهن من الخضر والفواكه ما تشأن ولا يسأنلن عن الثمن،ولكن في الأخير يجدن الفاتورة غالية الثمن. سوق الجميعة بدرب السلطان الذي يعتبر من أهم الأسواق بالدارالبيضاء لأنه مقصد جميع الطبقات والفئات الاجتماعية،ويتوفر على كل ما تشتهي الأنفس،إلا أن أثمنة هذا السوق تبقى هي الأخرى غالية الثمن بالمقارنة مع أسواق شعبية أخرى. الدجاج والبيض اختلفت أثمنته خلال الأيام الثلاثة الأخيرة من سوق إلى آخر،لكن السمة البارزة هو الغلاء،ومن بين الأمثلة التي نسردها هو ارتفاع أثمنة التفاح إلى 25 درهم بدل 12 درهم،الموز من 8 أو 10 دراهم إلى 15 درهم،حب الملوك بلغ 35 درهم،أما الخضر فقد ارتفع ثمنها انطلاقا من سوق الجملة،حيث صرح لنا أحد التجار بأنه فوجئ صباح يوم الإثنين بارتفاع صاروخي في أثمنة الخضر،بسبب تهافت المواطنين على شرائها وكأنه ستنقطع الخضر من الأسواق وأصبح العرض يفوق الطلب. إن هذه الوضعية تتطلب من الجهات المسؤولة التدخل للحد من مثل هذه التجاوزات التي تخل بالسير العادي للأسواق بمختلف أشكالها،وسنحل بأسواق أخرى في الأيام القليلة القادمة من أجل نقل ما يجري ويدور فيها من أجل نقل المعلومات الكافية عن السير العادي لهذه الأسواق،ومن جهة أخرى نتسال عن دور لجن المراقبة والتتبع،وما ستفعله خلال الأيام القادمة سيما وأن أغلبية التجار يستغلون ظروف المواطنين من حيث صيامهم.