سلم عون قضائي صباح يوم أمس الخميس 14 أبريل 2016 الزميل عبدالله البقالي استدعاء للمثول أمام المحكمة الإبتدائية صبيحة يوم الثلاثاء القادم بسبب شكاية مباشرة قدمها ضده السيد ادريس بوعامي مدير المكتب الوطني للأعمال الجامعية والثقافية والاجتماعية التابع لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي و تكوين الأطر . وكان الزميل عبدالله البقالي مدير نشر ( العلم ) قد كتب في عموده اليومي بتاريخ 14 أكتوبر 2015 مستغربا كيف تتم ترقية السيد بوعامي مديرا عاما لإحدى أهم المؤسسات الجامعية في البلاد، وهو الذي تلاحقه فضائح الاختلاسات التي كشف عنها تقرير المجلس الأعلى للحسابات لسنة 2011 والمتعلق بالمدرسة الوطنية للمهندسين وكان بوعامي مديرها العام في ذلك الإبان . وقال الزميل البقالي في عموده إن بوعامي كان من المفروض أن يكون في السجن لأن التقرير الصادر عن إحدى أهم المؤسسات القضائية الدستورية في البلاد تضمن اتهامات مباشرة و خطيرة إلى السيد بوعامي، و الزميل البقالي اعتمد على هذا التقرير الأسود فيما كتبه و التقرير لا يزال متوفرا و متاحا لحد الآن . وكان الزميل البقالي قد أثار هذه الفضيحة بلجنة التعليم والثقافة والاتصال بحضور وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر، حيث استفسره النائب البقالي عن سبب تعيين هذا الشخص في المسؤولية الجديدة، وعن الحظوة التي حظي بها رغم أنه كان ثالثا في ترتيب المرشحين وقفز الوزير على الأول و الثاني ليتكرم على صديقه و المقرب من حزبه بوعامي الذي يتهمه تقرير المجلس الأعلى بالاختلاسات ، وعبر عن استغرابه الإقدام على هذا التصرف و الذي يتعارض مع الشعارات التي ترفعها الحكومة والتي تدعي فيها محاربة الفساد. إلا أن السيد الوزير لم يجد آنذاك من جواب غير القول بأن تقارير المجلس الأعلى للحسابات ليست مقدسة . ويبدو أنه شجع موظفه المحظوظ على تحريك المتابعة ضد الزميل عبدالله البقالي . وكانت الهيئة الوطنية لحماية المال العام قد راسلت رئيس الحكومة خلال شهر أكتوبر من السنة الماضية طالبته بضرورة تحريك المتابعة ضد بوعامي بسبب ما تضمنه تقرير المجلس الأعلى للحسابات، واستغربت من عدم تجريده من مهامه والتحقيق معه . ويتضح أن بوعامي ومن خلاله وزير التعليم العالي انخرطا في الحملة المسعورة التي تستهدف الزميل عبدالله البقالي الذي حرك وزير الداخلية ضده متابعة قضائية بسبب ما كتبه الزميل البقالي عن الفساد الإنتخابي . (العلم) من جهتها سترفع التحدي تجاه هذا الوزير و موظفه المحظوظ و المقرب منه جدا و ستعمل خلال الأيام القليلة القادمة على نشر تقرير المجلس الأعلى كاملا دون أي بتر أو نقص و سيتضح للرأي العام حجم الفساد الذي مارسه هذا المسؤول ،والذي يصر وزير التعليم العالي والبحث العلمي على حمايته و التستر عليه.