أكدت دراسات مغربية أن 31 بالمائة من الرجال و2،3 بالمائة من النساء يستهلكون التبغ مقارنة مع دول منطقة شرق المتوسط وتعتبر هذه النسبة من أعلى النسب المسجلة بهذه المنطقة ونسبة المدخنين عند الأطفال ما بين 13 و15 سنة تصل إلى 10 بالمائة عند الذكور و7 بالمائة عند الإناث، ويتسبب التدخين في 8 بالمائة من الوفيات العامة في المغرب و75 بالمائة من وفيات سرطان الرئة و10 بالمائة من وفيات أمراض الجهاز التنفسي وهذه النسبة تفوق نسبيا المعدلات المسجلة بمنطقة شرق المتوسط. وفي إطار الإصابة بمرض السرطان أفادت معطيات إحصائية للمركز الاستشفائي الحسن الثاني بفاس أنه تم تسجيل خلال سنة 2015 حوالي 3662 حالة، من ضمنهم 2327 إصابة في صفوف النساء، وأن المواقع الرئيسية الأكثر اصابة بمرض السرطان عند الرجال تسجل في البروستاتا بنسبة 6 ،14 في المائة متبوعة بسرطان الرئة بنسبة 6 ،10 في المائة. وتشمل أيضا الحالات المسجلة عند الرجال سرطان الجلد بنسبة 5 ،4 بالمائة والحنجرة بنسبة 3 ،4 بالمائة والشرج بنسبة 4 بالمائة، والغدد اللمفاوية بنسبة 3 بالمائة، وسرطان الدم بنسبة 9 ،1 بالمائة، والكبد بنسبة 5 ،1 بالمائة، والنسيج الضام بنسبة 1 ،2 بالمائة وورم الهدجكين بنسبة 3 ،1 بالمائة. وتمثل إصابات النساء نسبة 9 ،66 في المائة من الحالات التي تم جردها بالسجل الخاص بالسرطان التابع للمركز الاستشفائي الحسن الثاني بفاس. ومن بين الأورام السرطانية الأكثر انتشارا في صفوف النساء، سرطان الثدي (1 ، 48 في المائة) وعنق الرحم (1 ، 3 بالمائة) والرحم (9 ، 2 بالمائة) والمبيض (8 ، 2 بالمائة) والشرج (4 ، 2 بالمائة) والقولون (4 ، 2 بالمائة). ويأتي بعد ذلك سرطان المعدة بنسبة (1 ، 2 في المائة) وسرطان الغدد اللمفاوية (2 في المائة) والدماغ والأعصاب (2 في المائة) والحويصلة (9 ،1 في المائة) والبلعوم الأنفي (8 ،1 في المائة) والجلد (7 ،1 في المائة) والكبد (3 ،1 في المائة) والنسيج الضام (1 ،2 في المائة) والبنكرياس (2 ،1) في المائة والرئتين (1 ،1 في المائة). ومنذ نونبر 2015، يشرف فريق قسم البحث والتنمية بتعاون مع مصلحة المعلوميات وعدد من الأساتذة الباحثين على تدبير السجل الخاص بأمراض السرطان بالمركز الاستشفائي الحسن الثاني بفاس. ووضع الفريق الطبي الذي يشتغل بهذا المركز استراتيجية لتعزيز وتقوية عمل السجل الخاص بأمراض السرطان وتحسين جودة الخدمات الطبية وجمع المعطيات. وتعمل الأطر الطبية بالسجل الخاص بالسرطان على تجميع المعطيات وإرشاد وتوجيه المرضى وتأكيد الحالات المصابة بالمرض وتحليل البيانات ووضع تقارير دورية حول المرض. وتهدف استراتيجية محاربة مرض السرطان، التي يشرف عليها المركز الاستشفائي الحسن الثاني بفاس، إلى تلبية الحاجيات الطبية للمواطنين وتقديم العلاجات الصحية لساكنة تقدر ب 4 ملايين نسمة والتي يرتقب أن ترتفع في ظل التقسيم الجهوي الجديد والجهوية المتقدمة. وتم اتخاذ مجموعة من الإجراءات لتفعيل المخطط الوطني لمحاربة داء السرطان من أجل الوقاية والكشف المبكر عن المرض ومحاربة آفة التدخين عبر خلق لجنة مكافحة التبغ وانجاز دراسات وبحوث حول انتشار سرطان الجلد على مستوى الجهة. ومن بين الاجراءات المتخذة أيضا تعزيز آليات وأجهزة التكفل بمرضى السرطان عبر وضع قطب لمرض السرطان الأول من نوعه على صعيد المغرب وشمال إفريقيا ، بالإضافة إلى خلق وحدة الأنكولوجيا بالمركز الاستشفائي الحسن الثاني بفاس وبدار الحياةب تضم 24 غرفة لاستقبال عائلات مرضى السرطان الذين يتلقون العلاج بالمركز ذاته.