توج فيلم ( مسافة ميل بحذائي ) لمخرجه سعيد خلاف المقيم بكندا بالجائزة الكبرى في المهرجان الوطني بطنجة في دورته السابعة عشرة والذي امتد من 28 فبراير 2016 إلى غاية 5 مارس من الشهر الجاري .والفيلم يروي قصة طفل مشرد ترعرع في شوارع مدينة الدارالبيضاء التي لا ترحم ، كبر في عالم يحتضن عالم السرقة والفوضى والبؤس والقتل ، كما حصل نفس الفيلم على جائزة الموسيقى الأصلية للفنان محمد أسامة ، وكذلك على أحسن دور نسائي ورجالي على التوالي لكل من زاوية ( فاطمة هراندي ) و ا أمين الناجي ا . وشارك في هذا الفيلم بالإضافة إلى المتوجين كل من سناء بحاج ، ونفيسة بنشهيدة ، و زهرة نجوم وعبد الإله عاجل و محمد عياد ، ومحمد حميمصة ، ومريم بكوش . ونال جائزة التحكيم فيلم ا رجاء بنت الملاح ا ، و هو فيلم وثائقي طويل يدور حول حياة الممثلة المغربية نجاة سالم التي لعبت البطولة في شريط ا رجاء ا لجاك دوايون، وفازت بجائزة أحسن ممثلة في المهرجان الدولي للفيلم بمراكش نسخة 2003، وجائزة الأمل لأحسن ممثلة في مهرجان البندقية في دورته الستين ، إلا أن هذا المجد لم يستمر طويلا ، فسرعان ما انهارت الأحلام ووجدت الممثلة نفسها وحيدة ولا أحد يعرفها أو يهتم بها . الفيلم يسلط الضوء على مأساة ممثلة مغربية ، عاشت حياة التشرد والضياع بعد أن صعدت سلم المجد والشهرة أكبر المهرجانات العالمية بإيطاليا وبالمغرب ، وشكلت الظروف الحياتية القاسية التي عاشتها دافعا لها لمحاولة هجر حياة الصعلكة ، ورغم صعوبة العيش في الشارع وقسوته ، قامت رجاء ببيع السجائر بالتقسيط وممارسة الملاكمة بساحة جامع الفنا ، لتبقى على قيد الحياة . فيما حصل فيلم (البحر من ورائكم ) لمخرجه هشام العسري على جائزة الأخراج ، أما جائزة العمل الأول فقد حصل عليها فيلم جميل ا ميلوديا المورفين ا لمخرجه هشام أمل في أول تجربة سينمائية له ، وقد حصل فيلم (أفراح صغيرة ) للمخرج محمد الشريف طريبق على أحسن سيناريو وأيضا على جائزة أحسن دور ثانوي نسائي للممثلة ا فرح الفاسي ا ، كما قدمت له جائزة الأندية السينمائية ، ويحكي الفيلم عن فترة الخمسينات عبر قصة صداقة بين شابتين إحداهما ابنة مغنية جوق موسيقي نسوي، تقودنا علاقة الشابتين للتغلغل في أعماق المجتمع النسوي المحافظ فيما وراء الأسوار من أسرار. وترافقنا طيلة الفيلم أغاني الجوق الموسيقي النسائي المعبرة عن حالات الفيلم الإنسانية مثلما يرافقنا أيضا لباس المنطقة وتقاليدها وعاداتها ولهجتها وكل ما يمت بصلة لتطوان التاريخ والعمق والهوية. بينما حصل اعلي الركاب ا على جائزة أحسن تصوير في فيلم ا دموع إبليس ا وجائزة الصوت لمحمد تيمومس في نفس الفيلم ، وجائزة المونطاج لمخرج ا هشام أمل ا في فيلم ا ميلوديا المورفين ا . وضمت لجنة تحكيم مسابقة الفيلم الطويل الصحفية وكاتبة السيناريو فاطمة لوكيلي، والممثلة فاطمة خير، والمخرجة فريدة بليزيد، والمخرج إدريس المريني إضافة إلى مهندس الصوت التونسي، فوزي ثابت، ومصطفى ستيتو، الكاتب العام السابق للمركز السينمائي المغربي. وقد تم خلال حفل الاختتام الاعلان عن منح جائزة ااراكنيب التي تبلغ قيمتها 5000 دولار لفيلم ا رجاء بنت الملاحب لعبد الإله الجوهري. وهي جائزة يمنحها المختبر السينمائي الإسباني ا أراكنيب في شكل خدمات ما بعد الانتاج . أما الجائزة الكبرى للفيلم القصير فقد عادت لفيلم (مول الكلب ) لمخرجه كمال لزرق ، ويحكي عن اختفاء كلب في الشاطئ ، ويضطر صاحبه للبحث عنه والقيام بمغامرة محفوفة بالمخاطر في الأحياء المظلمة بالدارالبيضاء ، في حين عادت جائزة لجنة التحكيم لفيلم ا نداء ترانغ ا لمخرجه هشام الركراكي ، أما جائزة السناريو فقد حصل عليها فيلم ا سينياتور ا لصاحبته سناء الصباحي . وعادت جائزة النقاد لفيلم (البحر من ورائكم ) لمخرجه هشام العسري ، بينما منحت جائزة الفيلم القصير أيضا لفيلم (نداء ترانغ ) لمخرجه هشام الركراكي . وقد تم تكريم في حفل الاختتام كل من الممثلين فاطمة الركراكي ومصطفى الزعري ، وهو بمثابة اعتراف بمسار فني متميز، انطلق ضمن أفراد الرعيل الأول للفنانين المغاربة، حيث طبعا معا الذاكرة الجماعية للمشاهد المغربي، مسرحا وتلفزيونا وسينما. وقدم الممثل عبد اللطيف هلال شهادة عميقة حول رفيق دربه الذي عده واحدا من أقطاب فن التمثيل في المغرب، بفضل بساطة أسلوبه التعبيري وصدق أدائه. كما أثنى على خصاله كمناضل من أجل تكريس حقوق الفنان المغربي. ولخصت وصلات من مشاركات المحتفى به في الشاشة الكبرى سيرة فنية موصولة العطاء، لم تستنفذ بعد ما يختزنه الزعري من إمكانيات هائلة في فن التشخيص، بمختلف أجناسه. ومن جهته، استعاد الفنان رشيد الوالي محطات وجوانب من حياة وسيرة الممثلة فاطمة الركراكي، التي تعد من رائدات فن التشخيص، اللواتي فتحن الباب أمام المرأة المغربية لولوج هذا العالم الابداعي المثير.