مازالت معركة أساتذة الغد المتدربين بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بسطات متواصلة ومستمرة ،بل زادت حدتها مؤخرا بعدما أقسم رئيس الحكومة على عدم التراجع عن المرسومين ولو أسقطت حكومته ،وفي هذا الاطار نظمت التنسيقية المحلية بسطات مؤازرة ببعض الفعاليات النقابية والجمعوية والأساتذة الممارسين مساء يوم : الخميس 14 يناير الجاري وقفة احتجاجية أمام بلدية سطات وذلك احتجاجا على ما أسموه الأذان الصماء التي تنهجها الوزارة المعنية التي أصدرت مرسومين وزاريين في حق أساتذة الغد المتدربين الملتحقين بمختلف المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين والقاضيين بتقليص منحة الطلبة الأساتذة وفصل التوظيف عن التكوين ،بالإضافة الى تعنت رئيس الحكومة في دعوة الأطراف المعنية الى طاولة الحوار وتحقيق آمال ومطالب هذه الفئة المثقفة من رعايا صاحب الجلالة التي يعتبرونها مشروعة فضلا عن العنف الممارس في حق مسيراتهم السلمية والحضارية ببعض مدن المملكة. وقد تحولت هذه الوقفة الى مسيرة سلمية على الأقدام وسط حراسة أمنية منظمة رفع من خلالها المحتجين الغاضبين يافطات ورددوا شعارات على طول الخط الفاصل بين بلدية سطات ومكان التجمع الاحتجاجي الثاني أمام القصبة الاسماعلية ،رافضة للمرسومين والعنف وسد باب الحوار وعاكسة لهمومهم ومشاكلهم اليومية ،معبرين عن استنكارهم وتذمرهم الشديد لسياسة الاقصاء والتهميش ولامبالاة المسؤولين تجاه مطالب وتطلعات هذه الشريحة المستقبلية من المجتمع المدني ،إذ صبوا من خلالها جام غضبهم على المسؤولين المعنيين الذين طالبوهم بإلغاء واسقاط المرسومين المذكورين. ومن جهتها أعلنت ثورية نديم الكاتبة العامة للنقابة الوطنية للتعليم بصفتها أستاذة ممارسة ومرشدة تربوية في تصريح لجريدة "العلم" عن تضامنها المطلق و اللامشروط مع الأساتذة المتدربين ضد الهجمة الشرسة التي تمارسها الحكومة ضد مطالبهم والاجهاز عن المكتسبات في حقوق الشغيلة التعليمية بصفة عامة ،وعلى هذه الشريحة بالضبط بما فيها المرسومين المشؤومين ،مؤكدة إدانتها الشديدة للعنف الذي تعرض له أساتذة الغد ،معلنة تضامنها المطلق مع هؤلاء الى حين تسوية وضعيتهم على اعتبار أن قضيتهم أضحت قضية شعب بأكمله أريد له الفقر والتهميش والاقصاء. أما خديجة أمريد الأستاذة المتدربة بمركز سطات فقد نددت من خلال تصريح "للعلم " بالقمع والعنف الهمجي الذي تعرض له أساتذة الغد بإنزكان من طرف قوات القمع المخزنية التي تلقت أمرا من وزير الداخلية باتفاق مع رئيس الحكومة ،وباعتبار أن الاحتجاج حق مشروع يوفره الدستور نددت المتحدثة نفسها بالقمع الهمجي والتعتيم الاعلامي والكذب والتدليس الذي يمارسه المسؤولين على الشعب المغربي والذين أعلنوا عن عدم القيام بالتدخل العنيف ناسين أو متناسين الصور والفحوصات الطبية التي أثبتت العكس، إذ اعتبرت استاذة الغد ما صرح به وزير الداخلية تحت قبة البرلمان حول المنظمة التي تسير التنسيقية الوطنية ما هو إلا مغالطات لتكذيب وإفساد نضالات الأساتذة المتدربين ،مع العلم أن الشعب المغربي أصبح يعي كل الوعي هذا التدليس الذي يمرره المسؤولون داخل الحكومة عامة ،مؤكدة على أن التنسيقية الوطنية هي إطار صامد ومستقل ومستعدة للرجوع في الحين الى مراكز التربية والتكوين إذا تم إسقاط المرسومين الوزاريين المشؤومين تضيف المتحدثة ذاتها. هذا وقد أرخى التدخل العنيف في حق الأساتذة المتدربين بظلاله في أشغال نواب الأمة ،حيث اعتبر الفريق الاستقلالي بمجلس النواب أن العنف المفرط الذي لحق بالأساتذة المتدربين ضرب للممارسة البرلمانية واستخفاف بالدور الدستوري لمجلس النواب وتراجع عن المكتسبات في مجال حقوق الانسان ،داعيا الى ضرورة فتح باب الحوار على اعتبار أن لغة العصا ولغة التعنيف لا تجدي نفعا وسترجع بالبلاد والعباد الى ما قبل 2011 في الوقت الذي تتطلع فيه القوى الى صفحات دستورية وحقوقية تقطع مع الممارسات التي تم تسجيلها ضد رجال ونساء التعليم والتي تسيء للجميع. إن الأساتذة المتدربين بمراكز مهن التربية والتكوين يعلنون عن شل الحركة وتوقيف الدروس النظرية والتطبيقية بالمركز المذكور تعبيرا عن رفضهم لهذه القرارات العبثية والارتباك الحكومي الحاصل بين الوزارات لتبقى المقاطعة شاملة الى أجل غير مسمى وبالتالي إلغاء المرسومين الوزاريين فهل ستتحقق مطالبهم التي يعتبرونها مشروعة ؟أم أن لغة التهديد والعنف ستبقى هي السمة البارزة لمن بيدهم الأمر وستبقى معها أحلام أباء وأولياء أساتذة الغد الذين باعوا الغالي والنفيس من أجل تحقيق رغبات فلذات كبدهم معلقة بين كف عفريت ؟ فهل من منقذ...؟