احتضنت عمالة إقليم بن سليمان مؤخرا ، الملتقى الجهوي الخامس، الذي يندرج في إطار سلسلة الملتقيات الجهوية المبرمجة بتراب وأقاليم جهة الدارالبيضاءسطات ، لإعداد مشروع المخطط التنموي الجهوي، وذلك بحضور كل من والي الجهة، رئيس الجهة، عامل إقليم بن سليمان ، عامل إقليمبرشيد ، عامل عمالة المحمدية ، العامل المدير العام للوكالة الحضرية للدار البيضاء، الكتاب العامون، رئيس المجلس الإقليمي، نواب وأعضاء مجلس الجهة، رؤساء المجالس الترابية ، برلمانيو لإقليم، ممثلي القطاعات الحكومية بالإقليم ، الفاعلون الاقتصاديون ، وفعاليات من المجتمع المدني.. وأشار رئيس المجلس الإقليمي ، حسب التقرير الإعلامي للجهة الذي توصلت به الجريدة ، ، إلى أنه على الرغم من توفر إقليم بنسليمان على مؤهلات طبيعية وموقع جغرافي ، إلا أنه يعاني من عدة إكراهات تتمثل في قلة الموارد المائية، ووعورة التضاريس، وضعف الإستثمارات، مما يستدعي تدخلا بناءا لاستقطاب برامج ومشاريع مهيكلة جديدة وغير ملوثة، والتي تراعي كذلك خصوصية الإقليم المجالية باعتباره مركزا رائدا في الجانب البيئي. وقال والي الجهة أن تنظيم هذه الملتقيات يندرج في إطار تفعيل مضامين الدستور الجديد، والقوانين التنظيمية التي تنص على التشاركية في تحضير المخططات التنموية الجهوية، وتفعيل دور السلطة في مواكبة المجالس المحلية في بلورة هذه الرؤية من خلال تشخيص المؤهلات ورصد الإكراهات وتفعيل التجاوب الفعال والإيجابي النابع من قناعة جماعية تستجيب للتوجيهات الملكية السامية وتحقق انتظارات الساكنة، ولتكوين نظرة شمولية حول حاجيات الإقليم في إطار موسع يأخذ بعين الإعتبار باقي مكونات الجهة تفعيلا لمبدأ الإنصات والتشاور بين مختلف الفاعلين والمتدخلين. أما رئيس مجلس الجهة ، فاعتبر أن هذا الملتقى ، هو بمثابة محطة جديدة وفرصة أخرى للوقوف على التنوع المجالي والقطاعي الذي تزخر به الجهة مما أدى إلى رفع سقف الإنتظارات والمراهنة على مشروع الجهوية باعتبارها آلية جديدة في الهندسة المؤسساتية التي يعول عليها للاستجابة لمجموعة من الحاجيات وتفعيل المؤهلات والمكتسبات المرصودة، إلا أن بلوغ هاته الغاية يستلزم انخراط الجميع سواء الهيآت المنتخبة أو الفاعلين القطاعيين والشركاء الاقتصاديين، لتوفير خدمات ذات جودة توافق انتظارات الساكنة في شتى الميادين بشكل معقول وواقعي وفق جدولة زمنية معقولة، وسلم للأولويات، أخذين بعين الإعتبار المشاركة الفعلية والنوعية لإعداد باقي المخططات التنموية، كمخطط إعداد التراب، ومخطط التنقل، وإعطاء معنى حقيقي ملموس لمبدأ التشاركية الذي جاء به دستور 2011. وقدم عامل إقليم بن سليمان خلال هذا الملتقى عرضا مفصلا يشمل المراحل التي واكبت تأسيس الإقليم، وعدة محاور رئيسية تضم المعطيات العامة ودينامية التنمية والقطاعات المنتجة والتأهيل الحضري والمؤهلات الإقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية، وآفاق التنمية حيث أبرز السيد العامل أن الإقليم بصدد برمجة مجموعة من المشاريع الهيكلية التي تتطلب مواكبة الجهة، من قبيل تنمية الطرق باعتبارها رافعة أساسية للتنمية، كمثال تثنية الطريق الجهوية الرابطة بين بن سليمان وبوزنيقة على طول 4 كلم، وتثنية الطريق الرابطة بين بن سليمان المحمدية، وإنشاء نصف بدال بجماعة الشراط، كما دعا إلى إدراج إقليم بن سليمان ضمن المخطط الجهوي للتنمية الطرقية، وفي نفس السياق وعلى مستوى باقي القطاعات، ركز السيد العامل على دعم الجهة من خلال تأهيل البنيات التحتية والتجهيز بما فيها الطرق والمواصلات خصوصا إعادة تأهيل و هيكلة المطار، وتقوية القطاعين الفلاحي والسياحي وجعلهما رافعة للاستثمار الجهوي لتطوير البنية الإقتصادية بالإقليم، ودعم إنشاء بنيات للاستقبال والترفيه، وتأهيل النسيج الحضري للمدينة، وتهيئة الشريط الساحلي بوزنيقة والشراط على طول 6 كلم، وتقوية وتوسيع شبكة الموارد المائية وشبكة الكهرباء بتعميم استفادة جل مناطق الإقليم منها، ودعم القطاع الصحي الذي يعاني من ضعف المستوصفات والمراكز الصحية ونقص حاد في الأطر الطبية والشبه الطبية خصوصا بالمجال القروي، وتطوير بنيات المؤسسات التربوية والتعليمية، ودعم القطاع الثقافي بإنشاء مركب ثقافي لترويج انتاجات الإقليم الفنية والإبداعية وتنظيم ودعم مهرجانات ومواسم تراثية وجعلها ذات إشعاع وطني، أما على المستوى البيئي الإيكولوجي فقد أشار السيد العامل إلى مشروع إنشاء الأكاديمية الإسلامية للبيئة بدعم من منظمة الإسيسكو، كما شدد على ضرورة تأهيل المجالات الخضراء والحدائق، اعتبارا منه أن إقليم بن سليمان يعد متنفسا بيئيا ايكولوجيا لجهة الدارالبيضاءسطات.