كشفت تصريحات صادرة عن رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران، هاشمي رفسنجاني، القلق المتفاقم في أروقة النظام في طهران من سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد بصفته حليفا، وذلك مع زيادة خسائر قواته في مواجهة المعارضة السورية المسلحة. وشبه رفسنجاني علاقات بلاده مع الدول العربية بنفس ما كانت عليه إبان الحرب العراقيةالإيرانية، واصفا إياها بالسيئة، قائلا إن "العلاقات اليوم تشبه الفترة التي كانت إبان الحرب مع العراق تقريبا، فهذه البلدان كانت تدعم صدّام باستثناء سوريا التي كانت العلاقات معها جيدة ولها خلافات مع الشق الثاني من حزب البعث في العراق". ووصف سقوط نظام الأسد بالأمر بالغ الخطورة، عبر انتشار الحروب الأهلية في المنطقة، متوقعا أن يواجه لبنان مشاكل أمنية وأن يشهد العراق المزيد من انعدام الأمن وأن المشاكل قد تصل إلى دول عدة مثل تركيا والسعودية والكويت. وحملت تصريحات الرئيس الإيراني الأسبق تحذيرات مبطنة لدول المنطقة بأن بلاده ستنشر الفوضى عبر أذرعها من الميليشيات الطائفية في العراق وحزب الله في لبنان، بمجرد سقوط نظام الأسد. وهاجم رفسنجاني في التصريحات التي أوردتها وكالة "أرنا" الإيرانية الرسمية، السعودية بشدة بسبب الحرب في اليمن واصفا "حكامها الجدد" ب"السذج" مشددا على أن "الحرب هي أحد الأخطاء الاستراتيجية للسعودية، ولو كان الملك عبدالله (بن عبدالعزيز) لا يزال موجودا لما وقعت هذه الأحداث"، في إشارة إلى عاصفة الحزم التي أمر بها العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز ضد الميليشيات الحوثية التي تدعمها إيران. وحذر رفسنجاني الذي شغل منصب رئاسة الجمهورية لدورتين رئاسيتين (1989-1997)، دول العالم من إسقاط الحكومة السورية بقوله "إن المنطقة ستصبح حدودا للإرهابيين وتصبح سوريا أسوأ من ليبيا". وعبر عن القلق من جفاف مصادر الثروة في سوريا كمصدر مهم لبقاء حكومة الأسد، محذرا من استمرار عدم امتلاكها الدعم المالي والعسكري والتسليحي الجاد، واعترف بأن نظام الأسد تمكن من الوقوف علي قدميه بمساعدة إيران وحزب الله، إلا أن المعارضة المسلحة تعزز قدراتها يوما بعد آخر. وشبه رفسنجاني تشكيل ميليشيات الحشد الشعبي في العراق على إثر فتوى أية الله علي السيستاني، بأنها استنساخ لفكرة الزعيم الإيراني الخميني إبان الحرب مع العراق 1980 بتأسيس قوي شعبية متطوعة باسم "تعبئة المستضعفين-البسيج" وقوامها 20 مليونا، استطاعت هذه القوة حل الكثير من القضايا بما فيها الحرب مع العراق. وأغدق بالثناء على حزب الله اللبناني معترفا بأنه كان في لبنان عندما وضعت البنية الأولى لهذه الحركة، واصفا عناصر الحزب المدعوم من إيران والمرتبط عقائديا بنظامها ب"أنقي وأطهر البشر في هذه المنطقة".