حذر رئيس الحكومة الليبية عبد الله الثني، من استمرار المجتمع الدولي في غض الطرف عن تغوّل تيار الإسلام السياسي، داعيا إلى التعامل مع الملف الليبي بنفس المقاييس التي تم التعامل بها مع الأزمة اليمنية، كما انتقد دور المبعوث الأممي برناردينو ليون، وهاجم بشدة دور قطروتركيا في بلاده. وقال الثني إنه استبشر خيرا لما يجري في اليمن، ذلك أن "ما حدث في اليمن هو صورة طبق الأصل لما يجري في ليبيا فجماعة الحوثي تقابلها في ليبيا ميليشيات فجر ليبيا". مضيفا أن "جماعة الحوثي تحظى بدعم من بعض الدول التي لا تُخفي أطماعها في المنطقة مثل إيران، تماما مثل ميليشيات فجر ليبيا التي تحظى هي الأخرى بدعم بعض الأطراف الطامعة في ليبيا منها تركيا". وأضاف أن العالم تحرك الآن في اليمن، معتبرا أن جماعة الحوثي تعدت على الشرعية، التي في نظره لها معنى واحد في أي مكان بنفس المسمى وبنفس المفردات، وبالتالي لا يمكن الحديث عن شرعية في اليمن وشرعية أخرى في ليبيا. وقال أنه "حين وقف المجتمع الدولي مع الشرعية في اليمن، وتم التصدي لهجوم جماعة الحوثي، فإن ذلك يفتح الطريق للتعامل مع ليبيا أسوة باليمن". وطالب الثني، بأن "يتم التعامل مع الملف الليبي بنفس المعايير والمقاييس التي اعتمدت في معالجة الملف اليمني"، لافتا إلى أن القادة العرب اتخذوا قرارا جريئا عندما قاموا بتنفيذ عملية "عاصفة الحزم". معربا عن ترحيبه بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2214 حول "محاربة الإرهاب في ليبيا". وشدد على أنه انطلاقا من هذا القرار "يتوجب على المجتمع الدولي الوقوف مع ليبيا لتقاتل التنظيمات الإرهابية التي تسعى إلى التمركز في البلاد". داعيا مجلس الأمن الدولي إلى اتخاذ قرار يسمح بتسليح الجيش الليبي، حيث أشار أنه "منذ شهر مارس 2014 لم يحصل الجيش على أي قطعة سلاح، والإمدادات التي حصل عليها لا تكفي لفتح جبهة قتالية واحدة مع الميليشيات الإرهابية". ورفض رئيس الحكومة الليبية الاتهامات الموجهة لحكومته بعرقلة الحوار الليبيي، وهاجم بشدة انحياز المبعوث الأممي برناردينو ليون، ودعاه إلى النظر إلى الملف الليبي بعينين، وليس بعين واحدة. مشيرا إلى أن استمرار المجتمع الدولي في غض النظر عن ممارسات تيار الإسلام السياسي لا يخدم الجهود المبذولة للتوصل إلى حل سياسي، باعتبار أن ذلك التغول هو الذي يُعرقل أي تقدم نحو الحل.