تسود حالة من الرعب والهلع منذ عدة أسابيع، ساكنة عدة أحياء بمدينة سلا، وبالأخص النساء منهم، بسبب أخبار تروج حول سيدة منقبة تتربص بالفتيات، حيث توهمهن برغبتها في سؤالهن عن مكان ما، قبل أن تفاجئهن بضربهن بواسطة آلة حادة على مستوى الوجه، مخلفة ندوبا غائرة لا تشفى قبل أن تلوذ بالفرار. وشوهدت "المنقبة" أو "المنقب" بعدد من أحياء المدينة مثل تابريكت، واشماعو، والقرية، وبطانة، سيما بمحاذاة المؤسسات التعليمية ومحطات الطرام. ولحد الساعة لم يتم تحديد هوية المعتدية المفترضة، حيث تتضارب الآراء حول كونها سيدة طويلة القامة وتلبس حذاء رياضي يساعدها على الجري، في حين يؤكد البعض على أنه رجل متنكر في زي أفغاني. وفي هذا الصدد، تفيد مصادر متفرقة أن قسم المستعجلات بمستشفى مولاي عبد الله بسلا، يستقبل مجموعة من الحالات لنساء وفتيات تعرضن للاعتداء من طرف المنقبة المذكورة. وخلفت هذه الحادثة ردود أفعال واسعة، سواء في أوساط الأسر" السلاوية" و"الرباطية" أو على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك"، الذي يتداول رواده عددا من الصور وأشرطة الفيديو تظهر الضحايا والندوب التي تعرضن لها. وعبر نشطاء الموقع من خلال تعليقات متفرقة، وبالأخص الفتيات منهن، عن تخوفهن حيث استنكرن هذا الفعل الشنيع، مطالبات الأمن بالتدخل السريع والفوري لإلقاء القبض على الفاعلة. وفي هذا الإطار، صرحت نجوى من سلا في اتصال مع "العلم"، أنها تعيش حالة من الرعب يوميا عند ذهابها للعمل لوحدها، مضيفة "سلا تعيش حالة هلع، الجميع يتحدث عن الموضوع، هي عصابة مكونة من مجموعة من النساء والرجال، لقد ألقى الأمن القبض مؤخرا على اثنين منهم، ليكتشف في الأخير أنهما رجلان متخفيان في زي امرأة". وتؤكد ذات المتحدثة في شهادتها "بالأمس وأنا ذاهبة الى أحد البنوك المتواجدة في حي كريمة بسلا، استوقفني سائق طاكسي وطلب مني الصعود لإيصالي للبيت، لأنه لاحظ أن احدى المنقبات تلاحقني، فأحسست برعب شديد، لأجد نفسي قد صعدت وبدون تردد الى السيارة في اتجاه مقر سكني". وتنتظر ساكنة سلا بفارغ الصبر، أن تقوم مصالح الأمن بإجراء التحريات اللازمة، لنفي أو اثبات هذه الإشاعات، والتصدي لكل من شأنه أن يمس بأمن واستقرار الساكنة. وكان مصدر أمني نفى بشكل قاطع صحة هذه الأخبار في تصريحات لبعض المواقع، مؤكدا أن الأمر يتعلق بواقعة تعود إلى 17 فبراير الماضي، عندما أوقفت مصالح الشرطة القضائية بسلا المسماة "ابتسام" المزدادة سنة 1993، والتي اعتدت على ثلاثة من جاراتها، تحت تأثير السكر الطافح، قبل أن يتم توقيفها من طرف عناصر الشرطة القضائية. لكن مصادر للجريدة أكدت وجود هذه المنقبة وكشفت عن امتداد هذا العمل الإجرامي لأزقة المدينة القديمة بالرباط وكشف عن الرعب الذي تسببت فيه هذه المنقبة لسكان ورواد شارع الجزاء قبل قليل بعد اعتدائها على فتاة بأحد الأزقة المجاورة ولاذت بالفرار، ولسان حال سكان المدينة القديمة الآن هو من قابل أي منقبة فليعتدي عليها قبل أن تعتدي على إحدى بناتهم.