كانت مدينة لانس الفرنسية مسرحاً لحادث يعكس تنامي التحامل والضغينة ضد الجالية المسلمين في فرنسا بعد الاعتداءات المسلحة الأخيرة على مقر صحيفة "شارلي إيبدو" الساخرة. في هذا السياق، تلقت مصالح الأمن الفرنسية شكاية من مواطنة فرنسية أفادت فيها أنها تعرضت لاعتداء لفظي وبدني على يد فرنسية أخذت تضربها على بطنها بشكل متعمد سيما حين أخبرتها أنها حامل. وانطلقت شرارة الاعتداء حين كانت السيدتان أمام احد شبابيك صندوق التعويضات العائلية، وكانت الضحية تنتظر دورها لكن الفرنسية تعمدت التماطل لإطالة الوقت واللعب في الشاشة تارة ونسخ استمارة التعويضات العائلة بشكل متكرر، ولما نبهتها الضحية إلى الفترة الطويلة التي استغرقتها أجابتها بان تعود إلى بلدها إذا كانت مستعجِلة. ولما ردت عليها بأنها فرنسية كذلك أخذت تلكمها ولما أخبرتها بحملها ركزت لكماتها على مستوى البطن ونعتها بوصاف عنصرية، بل واتهمتها بأنها تنجب للحصول على التعويضات العائلية. وأضافت الضحية أن ردة فعل السيدة المعتدية كان بسبب ارتدائها الحجاب، حيث عبرت عن سخطها من خلال الألفاظ العنصرية والمتحاملة على الإسلام وتنزع بعد ذلك الحجاب من رأسها. وقد بادرت الضحية وهي في ربيعها الثالث والعشرين اثر ذلك إلى تقديم شكاية إلى مصالح الأمن في مدينة لانس معززة بتقرير طبي عن حالتها الصحية والنفسية جراء هذا الاعتداء. وأفادت الضحية لإحدى المحطات الإذاعية المحلية أن أحد الأشخاص تدخل لتفادي احتدام الشجار بين الطرفين ورفض أن يكون شاهدا في النازلة مضيفة أنها تتفهم أجواء الاحتقان في المجتمع الفرنسي، لكنها اعتبرت أن ارتداءها الحجاب لا يعد استفزازا لأي جهة بل ينبع من قناعتها الدينية، وبالتالي لا يجب الخلط بين حرية المعتقد والعنف. يذكر أن عدد معتنقي الإسلام تزايد بشكل ملفت في فرنسا بعد حادث الجريدة الأسبوعية الفرنسية "شارلي إيبدو" كما ارتفعت مبيعات نسخ القرآن المترجمة بسب إقبال الفرنسيين على اقتنائها وعزت بعض الجهات هذا الارتفاع إلى التغطيات الإعلامية والبرامج الحوارية حول الإسلام والغرب.