تعيش فرنسا منذ مساء الأربعاء الماضي موجة من الأفعال المعادية للإسلام، تستهدف أماكن العبادة الخاصة بالمسلمين. وهذه الأحداث مترتبة عن الاعتداء الذي تعرضت له شارلي إيبدو. على الأقل ما يقارب 15 فعل معاد للإسلام وعنصري، موجهة كلها ضد السكان المسلمين وضد المجموعة المغاربية في فرنسا، ارتكبت ما بين الأربعاء و منتصف نهار السبت الأخيرين. فالعديد من أهم المدن الفرنسية مستهدفة من طرف عمليات عنصرية، اعتداءات فيزيقية، إطلاق للنار، تفجير أو إحراق المساجد أو المحلات التجارية التي يملكها مسلمون الاعتداء الأول: مساء الأربعاء أُطلقت رصاصتان في قاعة للصلاة ببورت - لا - نوفيل،... لم يكن هناك ضحايا. كما تعرض مسجد بحي " الصابلون " في مانس لإطلاق نار بالقنابل اليدوية المخصصة للتدريب حوالي منتصف النهار. وتحدثت الشرطة كذلك عن وقع رصاصة أطلقت من نافذة بالطباق الأول. في بواتيي، تم تحطيم بوابة مسجد ليلا، وكتب على الجدران " الموت للعرب ". استدعي المشتبه فيه صباح الخميس إلى قسم الشرطة حيث قدم اعتذارا وتحدث عن " فعل سخيف ". أُطلق الرصاص أيضا على سيارة يملكها مسلمون. وكانت العربة مركونة في تجزئة " كارومب"، لذلك لم يخلف إطلاق النار أي جريح. و نفت النيابة العامة، مع ذلك، أن تكون للفعل علاقة بمعاداة الإسلام. استمرار العنف صباح الخميس صباح الاعتداء على شارلي إيبدو، تواصلت الاعتداءات على المسلمين في فرنسا. فصباح الخميس، تعرض تلميذ بالثانوي، في السابعة عشرة من عمره، ينحدر من أصول مغاربية، للاعتداء على هامش دقيقة صمت ترحما على أرواح ضحايا شارلي إيبدو في ثانوية الأوزوليت بالبرجوان - جليو، كان تعرض قبل ذلك لاعتداء بعبارات عنصرية، وأشبع ضربا وركلا ولكمات من طرف بعض الأشخاص. وفتح تحقيق في الموضوع بعد شهادة تقدم بها تلميذ الثانوي. في الصباح الباكر، اكتشفت تدوينات قذف في شارع بماكون. وقامت المصالح البلدية بمحو كل ذلك على الساعة التاسعة صباحا. وفي فيليفرانش - سير - ساوون، استهدف انفجار مطعما للكباب يقع بالقرب من مسجد. ارتكب هذا الفعل الإجرامي حوالي السادسة صباحا. ويسير هذا المطعم، الذي تضررت واجهته من الانفجار، بطريقة مستقلة من طرف أشخاص قريبين من المسجد حيث يتجمع مجموعة من الأشخاص الذين يترددون على مكان العبادة هذا وأشخاص آخرين أيضا "، أوضح النائب عمدة فيليفرانش، بيرناد بيروت. في إيكس - لي - بان أُحرق أيضا مسجد صباح الخميس حوالي العاشرة ليلا. وبعد تعرفها على دروب هذا الحريق، تفضل السلطات التحدث عن " الطرح الإجرامي ". ... وكذلك الجمعية في بايون، اكتشف المؤمنون المسلمون صباح الجمعة كتابات حاقدة حوالي مسجد المدينة. ونقرأ على البوابة، كتابة " شارليبيرتي " باللون الأصفر، بينما نقرأ على صندوق قمامة وعلى جدران مجاورة للمسجد: " أيها القتلة " و " أيها العرب القذرون ". في الشمال، في لييفن بالتحديد، كان ورش بناء مسجد ضحية لاعتداء. دونت شعارات نازية وكلمات من قبيل " شارلي حي "، على الجدران التي كانت بصدد البناء. كما أشار إلى ذلك " صوت الشمال ". إلا أن طبيعة الاعتداء وربط اسم شارلي إيبدو المناهض للعنصرية وللتعصب بشعارات نازية، تبرز درجة الخلط ومستوى المسؤولين. وفي بروطان كذلك أُستهدف ورش آخر: ورش بناء مركز ثقافي إسلامي في رينس. وتقول تدوينات كتبت بالفرنسية والبروطانية، " ارحلوا ". وهو ما حدث أيضا في بيتون حيث كتب على جدران المسجد " ارحلوا أيها العرب ". أما في فيدروم، فسجل إطلاق للنار، صباح الجمعة، على واجهة محل تجاري يملكه مسلمون، وكذلك باب مسجد الجمعية الثقافية المسلمة بفيندوم. وهناك أيضا إطلاق النار الذي استهدف واجهة مسجد سان - جيري، التقطه المحققون صباح الجمعة؛ وصباح السبت، ظهرت على واجهة مسجد لوفيي، شعارات أوضح مصدر أمني أنها " أُنجزت ما بين الثانية والسابعة صباحا ". أقوى اعتداء ليلة الخميس - الجمعة، عُلق رأس خنزير وأحشاؤه على بوابة مكان لصلاة المسلمين في كورت. كما اُكتشفت رصاصة، عيار 22، أمام متجر جزار مسلم في حي غيزوناسيا حيث يعيش 5.000 مواطن. في المدينة نفسها، اُكتشفت جثة خنزير، يوم السبت، أمام قاعة لصلاة المسلمين. وتحدثت كتيبة الدرك عن رسومات معادية للعرب على جدران مسجد أجاكسيو. دُهنت في أماكن أخرى تدوينات من قبيل " ليخرج العرب " على عمارة بحي باليون، ضواحي أجاكسيو، حيث مقر مجلس الديانة الإسلامية في كورس، المجلس الذي يسهر على تسيير 18 مكانا للعبادة في الجزيرة. كما لوحظت شعارات أخرى باللون الأخضر على بوابة قاعة الصلاة. ونقول للتوضيح: أوردنا في هذا المقال أبرز الأعمال العنصرية والمعادية للإسلام، التي ارتكبت بين مساء الأربعاء والسبت، كما أوردتها الصحافة. ومع ذلك، فهذه اللائحة لا تزال ناقصة. عن " إيتيلي "، السبت 10 / 01 / 2015