لماذا يغضب حكام كرة القدم ، ولماذا لا تعجبهم قرارات تأديبهم من لدن مديرية التحكيم التابعة للجامعة الملكية المغربية .؟ صحيح أنهم دائما في فوهة البركان كل أسبوع ، وصحيح أنهم يجتهدون و"يعرقون وينشفون" من أجل أن تمر المباريات في أحسن الظروف ، لكن الصحيح أيضا أن هناك من هؤلاء الحكام من يرتكب أخطاء تعصف بمجهودات الفرق واللاعبين ، لفائدة فرق أخرى ولاعبين آخرين ، يقف معهم الحظ لأن يعلن الحكم قرارات غير صائبة استفادوا منها وهربوا بها من الهزيمة . وعندما تصدر مديرية التحكيم قرارات تأديبية في حق غير المنفذين لقوانين التحكيم بعيدا عن كل ما من شأنه ، وتنشر أسماء هؤلاء ، فإنهم يملأون الدنيا صراخا ، غير قابلين ذلك ، مع أنهم كل أسبوع يوزعون الأوراق الصفراء والحمراء أمام الملأ بسخاء كبير في حق اللاعبين والمسيرين والمدربين ، غير عابئين بأنهم بذلك يشهرون بأولئك اللاعبين والمدربين والمسيرين ، ومع ذلك فلا أحد خرج ذات يوم ليستنكر التشهير به أمام الملايين من الجماهير ووسائل الإعلام ... فلماذا لا يقبل الحكام هم الآخرون عندما يتعلق الأمر بنشر أسماء المخالفين منهم ، مع أنهم كانوا سببا في نتائج تم اعتمادها من غير أن تقوم الجامعة بشطبها أو إعادة المباريات التي خبط فيها الحكام خبط عشواء ، وبالتالي خسرت الفرق ، وخسر اللاعبون ، والمدربون ، وما إلى ذلك. نحن نعرف أن هناك حكاما من المستوى الجيد ، وهناك حكام مازالوا يتحسسون طريق التألق ، ونعرف كذلك أن كل المجهودات التي تبذل من أجل الرفع من مستوى حكامنا ماديا ومعنويا ، على غرار ما تم أخيرا بالرفع من قيمة تعويضاتهم ، وهذا شيء نحبذه ونثمنه لأن له دورا في إبعاد الحكام عن الإنزلاق في أيدي سماسرة المباريات ، لكننا لا نعرف لماذا بريد الحكام أن ينم استثناؤهم ، فمادام اللاعبون والمدربون يتعرضون للتوقيف والتشهير ، فإن الحكام لا بد أن يسري عليهم ما يسري على الجميع لأنهم حلقة من حلقات المباريات ومن غيرهم لا يمكن أن تستقيم أية منافسة رياضة كيفما كانت نوعها . فلماذا إذن غضب الحكام من الطريقة التي تعاملت بها مديرية التحكيم من خلال التشهير بقرارات معاقبتهم وتوقيفهم، ولماذا اعتبروا الأمر إساءة لسمعتهم و قيمتهم ، أولا تدخل توقيفات اللاعبين والمدربين وغيرهم في خانة الإساءة إليهم هم كذلك؟ وعلى كل حال فالحكام ما هم إلا بشر ، يمكن أن يصيبوا ويمكن أن يخطئوا، وكثير من الحكام العالميين أخطأوا في مباريات عالمية كبرى ، ونشرت أسماؤهم ، لكنهم لم يعتبروا الأمر إساءة لهم بل عقابا لهم على تقصيرهم وعلى عدم قيامهم بواجبهم أحسن قيام ، ولأنهم ساهموا في التأثير في نتائج المباريات التي قادوها ، ولذلك فإن حكامنا ليسوا خارجين عن القاعدة فكما تتم الإشادة بهم عندما يتألقون ، يجب كذلك الإشارة إلى أنهم استحقوا العقاب لأنهم أخطأوا في إدارة المباريات أو التأثير في نتائجها .