بات المنتخب الوطني المغربي على مرمى حجر من حظور أول عرس كروي قاري خاص باللاعبين المحليين, ولم تعد تفصله عن خوض هذه التجربة سوى مباراة واحدة سيجريها يوم السبت المقبل أمام نظيره الليبي بملعب طرابلس الدولي, برسم إياب الجولة الأخيرة من الإقصائيات المؤهلة إلى نهائيات كأس إفريقيا للأمم في كرة القدم 2009 بالكوت ديفوار. وتشد العناصر الوطنية, التي أبلت البلاء الحسن وأنهت لقاء الذهاب بالدارالبيضاء بفوز ثمين (3 -1 ), الرحال إلى طرابلس وهي متقدمة بفارق هدفين, يبقى عليها فقط الحفاظ عليهما أو تعزيزهما بأهداف أخرى لتعبيد الطريق نحو عاصمة العاج الإفريقي. ويتعين على النخبة المغربية, لتحقيق هذا المبتغى التعامل بذكاء وحذر كبيرين مع مجريات اللقاء الذي حتما لن يكون سهلا على اعتبار أن المنتخب الليبي الذي يتشكل من لاعبي المنتخب الأول وسيكون مدعوما من طرف جمهوره ليس لديه ما يخسره ولن يدخر جهدا من أجل تحويل النتيجة لصالحه, وهو ما سيدفعه للعب الكل للكل. ويراهن المدرب الوطني عبد الله بليندة, الذي يجب أن يكون أعد العدة ورمم بعض الثغرات التي كشفت عنها مباراة الذهاب خاصة على مستوى الدفاع, على تعزيز الدفاع وملء وسط الميدان وفرض الحراسة اللصيقة على مفاتيح لعب المنتخب الليبي مع الاعتماد على المرتدات السريعة في محاولة لاستغلال الفراغات والمساحات التي قد يتركها الخصم , خاصة إذا بادر إلى الهجوم لتدليل الفارق في وقت مبكر. كما أن ظروف اللقاء قد تخدم بشكل أو بآخر مصالح النخبة المغربية حيث سيلعب المنتخب الليبي تحت ضغط نتيجة الذهاب والرغبة في عدم الخروج بخفي حنين من هذه الإقصائيات وتفادي تكرار سيناريو مغادرة التصفيات المزدوجة المؤهلة لنهائيات كأسي العالم وإفريقيا للأمم2010 . ويبقى الحسم في نتيجة هذا اللقاء الهام رهين برغبة وإرادة لاعبي المنتخب المغربي, الذين يملكون فرصة كبيرة وسانحة لمعانقة التألق وإبراز مواهب ومؤهلات العناصر المحلية وبالتالي ضمان حضور الكرة المغربية في هذا العرس الكروي القاري الأول من نوعه. وكان الفريق المغربي توجه يوم الخميس الى ليبيا لاستكمال الاعداد لمباراة الإياب . وحافظ عبد الله بليندة على نفس التشكيلة التي خاضت مباراة الذهاب بالدار البيضاء . ودخل الفريق يوم الأربعاء في تجمع قصير قبل التوجه إلى طرابلس واعترف بليندة بأن التأهل لم يحسم بشكل كبير رغم الفوز بفارق هدفين في دور الذهاب وقال «صحيح اننا قد فزنا في مباراة الذهاب التي كنا نرغب في أن نتفادى فيها قبول هدف مما يجعلنا حذرين في مواجهة فريق ليبي نكن له كامل الاحترام بعد العرض الذي قدمه حيث يظهر أنه يتوفر على فرديات مهمة.» وأضاف « أجرينا معسكرا قصيرا لتصحيح بعض الأخطاء والتمرن على خطة اللعب في ملعب سيكون غاصا بالجماهير خصوصا أن الفريق يمثل المنتخب الأول.» وقال مصطفى العلاوي لاعب الجيش وهداف مباراة الذهاب: «سندافع عن الامتياز الذي سجلناه بل سنتعامل مع اللقاء وكأننا سنكسب التأهل في طرابلس رغم صعوبة المهمة أمام منتخب معزز بامتياز الأرض والجمهور.» يذكر أن الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم عينت طاقم تحكيم جزائري يتكون من الطاهر بلادي كحكم رئيسي وعمر الطالبي وعبد الفتاح الإتريكي كحكمين مساعدين لإدارة هذا اللقاء, الذي سينطلق على الساعة الخامسة (توقيت غرينتش). وتعرف نهائيات البطولة الإفريقية, المقررة في الفترة مابين22 فبراير وثامن مارس بالكوت ديفوار, مشاركة منتخبات ثمانية بلدان سيتم توزيعها على مجموعتين. ويتنافس حاليا14 منتخبا, من أصل40 منتخبا شارك في الأدوار الإقصائية, للظفر بتأشيرة المرور إلى النهائيات على أن تحدد المنتخبات السبعة في ختام مباريات إياب الدور الثاني والأخير, لتنضم إلى منتخب كوت ديفوار (البلد المنظم). وهنا تشكيلة المنتخب المغربي المحلي الذي سيواجه ليبيا : خالد العسكري ومصطفى علاوي وعمر بن ادريس ومراد فلاح ويوسف القديوي وأمين قبلي وعادل سراج وعصام الراقي (الجيش الملكي) وعبد الصمد عبد الواحد وعبد الواحد السلماجي (الدفاع الجديدي) وزكريا أمزيل (أولمبيك خريبكة) ومحمد مديحي وعادل المرابط (المغرب التطواني) ونادر المياغري ويونس منقاري (الوداد البيضاوي) ومحمد برابح (مولودية وجدة) وكريم الدافي (النادي القنيطري) وعبد الحكيم ايت بولمان (المغرب الفاسي) وعمر نجدي ومحمد أولحاج (الرجاء البيضاوي).