لا أعتقد أن المغرب بإمكانه الآن أن يقدم ملف ترشيح لاحتضان نهائيات رياضية عالمية أخرى خصوصا إذا تعلق الأمر بنهائيات كأس العالم للمنتخبات، لأنه ببساطة فإن صور المياه وهي تغمر أحد أكبر المركبات الرياضية في بلادنا، وتحول أرضية ملعبه إلى مسبح كبير، وأن صور الأعوان البسطاء وهم يعصرون أكبر إسفنج للتجفيف، في «أقباب» وسخة، جاؤوا بها من المزابل بعدما ألقى بها من استعمل ما كان بداخلها، وهم يقبضون بأكبر (كراطة) في العالم، وكادوا يصدقون أنفسهم بأنهم قادرون على تجفيف الملعب، صور لن تفارق أي ملف ترشيح سيقدمه المغرب لاحتضان أي فعالية رياضية عالمية. واضح جدا أن لا أحد من المسؤولين كان يصدق أن الملعب قد يتعرض لما تعرض له، خصوصا وأن مبلغا ماليا كبيرا جدا وصل إلى 220 مليون درهم صرف من أجل إصلاحه، لذلك لم يفكر أحد في إحضار تجهيزات تمكن فعلا من التخفيف عن الملعب وليس حل المشكلة بصفة نهائية، ولكن على الأقل كان استعمال تجهيزات مناسبة سيعفينا مما حدث من «شوهة» حقيقية، وبما أن كمية الأمطار فاجأت المسؤولين، وهي بالمناسبة ليست كمية كبيرة لأنها لم تتجاوز العشرين ملم حسب مصلحة الأرصاد الجوية، بيد أنه في أوروبا تصمد الملاعب أمام كمية أمطار تتجاوز المائة ملم، وأمام ذلك فكر مسؤول من المسؤولين الذين كانوا حاضرين بالاستعانة بالتجهيزات البدائية المستعملة لتنظيف مراحيض الملعب وممراته، وحتى البحث عن قطعة إسفنج كبيرة مقتطعة في حينه من سرير كبير من الإسفنج. لا أعتقد أن ما حدث سيمر بسلام، وأتمنى ألا يحدث ذلك، كما حدث في كثير من القضايا مع حكومة لا تستشعر خطورة ما يحدث، بل لابد أن يكون لما حدث ما يليه.