*محمد كافي الشراط : النقابة هي السياج الواقي من الفتنة لكن الحكومة مصرة على إشعالها بقراراتها اللا اجتماعية *الحكومة خلقت مناخ أجواء إضراب 14 دجنبر 1990 بخنقها الحريات النقابية واستمرارها في ضرب المكتسبات والحقوق *إضراب 29 أكتوبر رد على استبداد الحكومة وإقصاء الفرقاء الاجتماعيين *خالد الحلو: الاهتمام بالعنصر البشري داخل القطاع الصحي من أولويات الجامعة *إعداد الخلف من الشباب ضرورة ملحة لضمان استمرارية النقابة عقدت الجامعة الوطنية للصحة يوم السبت 25 أكتوبر 2014بالمقر المركزي للاتحاد العام للشغالين بالرباط مؤتمرها السابع وذلك تحت شعار" أية ديمقراطية تشاركية في غياب ميثاق وطني للصحة؟" ، وفي كلمة افتتاحية عبر الأستاذ محمد كافي الشراط الكاتب العام للاتحاد ، عن مدى افتخاره واعتزازه بما حققته الجامعة الوطنية للصحة، ووصفها بالنقابة القوية وذلك لما لها من خصوصية وأيضا لما تحتويه من فعاليات مؤثرة جعلت هذه النقابة قوة ضاغطة داخل المشهد الصحي المغربي، مضيفا أن مؤتمر الجامعة ينعقد قبل أيام قليلة من الإضراب الوطني العام ليوم 29 أكتوبر الذي سيخوضه الاتحاد العام للشغالين بالمغرب إلى جانب المركزيات النقابية الوطنية داعيا مناضلات ومناضلي الاتحاد إلى المشاركة المكثفة في هذا الإضراب ، وذلك للتعبير عن السخط العارم للشغيلة المغربية، التي احتقرتها هذه الحكومة من خلال الإجهاز على مكتسباتها وهجمتها الشرسة على القدرة الشرائية للمواطن المغربي وإدخال الأسر المغربية في خانة العسر والضيق واصفا مشروع قانون المالية لسنة 2015 بالمشروع المصيبة معتبرا أن الدعوة إلى تحرير مجموعة من القطاعات منها القطاع الصحي هو رغبة معلنة في سحق الطبقات الشعبية والكادحة، التي لا تستطيع تدبر قوتها اليومي ، مضيفا أن هذه المخططات كلها محكومة بالفشل قائلا انظروا إلى قطاع النقل، كل هذا في ظل الزيادة في العبء الضريبي والزيادة في الأسعار وتجميد التوظيف واعتقال المعطلين والزيادة في أثمان المحروقات والماء والكهرباء والمواد الأساسية وكل هذه الزيادات التي يعرفها الجميع، إضافة إلى الإصلاح اللا اجتماعي الذي تريد تطبيقه على ملف التقاعد ، كما اعتبر الكاتب العام للاتحاد محاولة الحكومة خنق الحريات النقابية وتجميد الحوار الاجتماعي من بين النقط التي أفاضت الكأس ، باعتبار أن النقابة كانت ومازالت هي السياج الواقي للشغيلة والسياج المانع لفض النزاعات وتجنب وقوع الفتنة، لكن الحاصل يقول محمد كافي الشراط هو أن هذه الحكومة تذكي نار الفتنة من خلال انفرادها بتدبير الملفات الكبرى وسدها الباب في وجه الفرقاء الاجتماعيين وبالتالي فقد أصبحنا نعيش نفس الوضع الذي كان يعيشه المغرب في المرحلة التي استدعت الدعوة إلى الإضراب الوطني العام ل14 دجنبر 1990محملا الحكومة تداعيات قراراتها المتعنتة وإصرارها على تجاهل مطالب الشغيلة وفرض سياسة الأمر الواقع، مشيرا إلى أن الحكومات السابقة كانت كلما اشتد الحبل بينها وبين الفرقاء الاجتماعيين كانت تدعو إلى الاجتماع حول طاولة الحوار لإيجاد الحلول ، ونعتبر السياسة الحكومية يضيف الكاتب العام لمركزية الاتحاد العام مؤامرة تروم خنق الحريات النقابية وخنق الديمقراطية.. من جانبه أكد الدكتور خالد الحلو الذي ترأس أشغال المؤتمر، وذلك بعد أن قدم المكتب الوطني للجامعة استقالته، أن الاتحاد العام للشغالين بالمغرب الذي راكم تجربة كبيرة على مدى 54 سنة من النضال والكفاح إلى جانب الطبقة الشغيلة بكل فئاتها، يمكننا يضيف الحلو أن نقول جازمين ومفتخرين أن نقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب هي نقابة الجميع كما هنأ باسم كافة مناضلات ومناضلي الجامعة الأستاذ محمد كافي الشراط على انتخابه بالإجماع كاتبا عاما خلال المؤتمر العاشر للاتحاد وكذا باعتبار أن مؤتمر الجامعة الوطنية للصحة هي أول محطة تنظيمية يترأسها بعد توليه قيادة المركزية النقابية ، مضيفا أن انعقاد مؤتمر الجامعة الوطنية السابع يأتي في ظرفية استثنائية بكل المقاييس تتمثل في مجموع القضايا التي باتت تغرق كاهل الطبقة الشغيلة بكل فئاتها وعموم المواطنين جراء السياسات المتبعة من طرف الحكومة أسفرت عن سحق القدرة الشرائية للمواطن في غياب الحلول الاقتصادية والاجتماعية والمقاربات الإدارية والمالية التي من شانها أن تستجيب للحاجيات الملحة للشغالين والمشغلين على حد سواء ، وكذا عجز الحكومة عن اتخاذ الإجراءات الموضوعية العلمية والعملية التي تضمن تنمية اقتصادية واجتماعية فعلية، وكل هذا انعكس سلبا على أداء القطاعات الاجتماعية والخدماتية ومنها قطاع الصحة الذي أصبح يعاني نقصا كبيرا فيما يخص رصد الموارد المالية والبشرية، وضعف الميزانية المرصودة للقطاع وقلة الموارد البشرية العاملة فيه وضعف التوظيف ، كل هذا يقول الحلو أدى إلى ضعف تنفيذ البرامج والاستراتيجيات المتعلقة بقطاع الصحة علما أن العامل البشري في هذا القطاع هو العمود الفقري والرافعة الأساسية لتنفيذ السياسات القطاعية والنهوض بمستوى الخدمات الصحية المقدمة للمواطن باعتبارها حقا يضمنه ويقره الفصل31 من دستور المملكة الذي صوت عليه المغاربة في 2011 ..كما أشار إلى مدى اهتمام جلالة الملك بقطاع الصحة وبنساء ورجال القطاع الصحي وذلك لدورهم المحوري ، كما أشار إلى نجاح المنظمة في تحقيق المراتب المتقدمة في كل الاستحقاقات وكذا نجاحها في الحوار الاجتماعي سواء داخل وزارة الصحة أو مع الحكومة وذلك بفضل الالتزام وروح المسؤولية التي عبر عنها أعضاء المجلس الوطني للمنظمة ، وإيمانهم بشرعية مطالب الشغيلة الصحية ودفاعهم عن حقوقها المادية والمعنوية وتحسين أوضاعهم الاجتماعية مواكبة مع التغيرات التي يعرفها المجتمع ، حيث أصبحت الجامعة تحظى بتمثيلية واسعة ، إضافة إلى توسع قاعدة منخرطيها ،كما ألح الدكتور الحلو على تنفيذ ما اقره المؤتمر العاشر للاتحاد من توصيات، خاصة فيما يخص رفع تمثيلية النساء والشباب، وكذا العمل على ضمان استمرارية النقابة من خلال الحرص على تجديد دماء الفعاليات النقابية وإعداد الخلف من الشباب، وجعل المصلحة العامة فوق كل اعتبار ، كما دعا الشغيلة الصحية إلى المشاركة الفعالة في إضراب 29 أكتوبر وذلك لوقف كافة الإجراءات التعسفية التي أقدمت عليها هذه الحكومة .. و في أجواء ديمقراطية تمت مناقشة القانون الأساسي وكذا الملف المطلبي، وانتهت أشغال المؤتمر بانتخاب قيادة جديدة للجامعة حيث تم انتخاب الأخ محمد أغوتان بالإجماع كاتبا عاما للجامعة كما تم انتخاب المكتب الوطني..