رفضت جماعة أنصار الله الحوثية في اليمن، تنفيذ وعدها بإنهاء احتلالها للعاصمة اليمنية صنعاء والذي كانت ربطته بشرط تعيين رئيس للحكومة وهو ما تحقّق فعلا باختيار خالد بحاح لتولي المنصب. وفي خطوات معاكسة لذلك مدّت الجماعة الشيعية الموالية لإيران سيطرتها باتجاه مناطق أخرى بغرب البلاد وجنوبها. وانتشرت اللّجان التابعة لها في شوارع مدينة ذمار بجنوب العاصمة صنعاء بشكل مكثف منذ صباح الأمس وذلك بعد أن بدأت بالانتشار منذ الثلاثاء. وسجّل المراقبون ما اعتبروه غيابا تدريجيا لسلطة الدولة يشبه عملية "تبخّر"، أمام تنامي سلطات الجماعة. فيما لفت يمنيون إلى غياب رئيس البلاد حتى عن مجرّد التعليق على تمدّد الحوثيين جنوبا. وأيضا على الأحداث الكبيرة بجنوب البلاد وسيره نحو الانفصال في دولة مستقلّة. وقال مصدر أمني في محافظة ذمار لوكالة الأنباء الألمانية إن مسلحي الحوثي انتشروا في المحافظة دون أي مواجهة وذلك لأنهم لم يحاولوا السيطرة على أي منشأة عسكرية أو أمنية وإنما قاموا بنشر نقاط تابعة لهم كما هو الأمر في محافظة الحديدة. وانتشرت النقاط التابعة لمسلحي الحوثي صباح الثلاثاء بشكل مفاجىء في مداخل المدينة، كما دخلوا إلى مطار الحديدة وسيطروا على البوابة الخارجية لميناء المدينة. مضيفا أن عمل مسلحي الحوثي لم يثر ردّ فعل رجال الجيش والأمن، حيث أن جميع النقاط التي قاموا بنصبها هي نقاط جديدة خاصة بهم ولم يسيطروا على النقاط العسكرية. من جهته قال عضو المكتب السياسي لجماعة أنصار الله علي القحوم إن اللّجان الشعبية التابعة للجماعة في محافظة ذمار قامت بالتعاون والتنسيق مع الأمن بحماية المدينة. ونفى القحوم أن تكون جماعته قد سيطرت على محافظة ذمار، مضيفا: "هناك بعض وسائل الإعلام التي تحاول أن تسوّق الأمور في مجرى يصب لغير صالح البلد، فلم يحدث أن سيطرت جماعة أنصار الله على المحافظة". وأوضح أن جميع المسلحين المنتشرين في محافظة ذمار يساعدون رجال الأمن وهم من أبناء محافظة ذمار، مشيرا إلى أن السيطرة لا تحصل من أبناء المحافظة على محافظتهم. ويُلفت الانتباه تكرار المشهد الذي حصل في صنعاء، بالحديدة ولكن دون مقاومة من أي طرف، ثم تكراره في محافظة ذمار وسط تجاهل من الجهات الرسمية التي لم تحاول أن تقوم بأي إجراء لوقف انتشار المسلحين. كما تكرّر ذات المشهد أمس بمدينة إب بجنوب اليمن حيث نصب مسلحو جماعة أنصار الله الحوثية نقاط تفتيش خاصة بهم في مختلف مداخل المدينة كما قاموا بالانتشار في الشوارع بأسلحتهم. وقال سكان إن بعض المقاتلين الحوثيين تجمعوا في الملعب الرئيسي في إب التي تبعد 150 كيلومترا جنوبيصنعاء. وقال مسؤول محلي «المحافظ ومساعدوه استقبلوا الرجال المسلحين خارج المدينة ودخلوا معهم». وشوهدت قافلة أخرى تتكون من عدة سيارات تقل حوثيين شوهدوا في وقت لاحق على مشارف مدينة تعز التي تبعد 50 كيلومترا إلى الجنوب من مدينة إب. ولم ترد أنباء عن نوايا المقاتلين الحوثيين في إب. لكنهم وصلوا بعد ساعات من اشتباكات بين الحوثيين ومقاتلين من أنصار الشريعة وهي جماعة مرتبطة بالقاعدة قتلت عشرة على الأقل وأصابت العشرات في بلدة رداع بمحافظة البيضاء. وقال وكيل محافظة إب علي الزنم إنّ ما حصل في محافظة إب ليس جديدا وإنما تكرار لما حصل في محافظات أخرى، مضيفا: "حصل اتفاق بين محافظة إب وجماعة أنصار الله حتى يتم تجنيب المحافظة المواجهات، وتم التفاوض مع الجماعة على هذا الأساس". موضحا أن معظم مسلحي أنصار الله هم من أبناء المحافظة باستثناء قائدهم الذي قدم من خارجها. وأبدى شهود عيان من محافظة إب استغرابهم مما حصل، مشيرين إلى أن مسلحي أنصار الله انتشروا في المحافظة بشكل فجائي وموسّع يوحي بوجود تخطيط مسبق لذلك. ونفت الجماعة أن يكون ما تقوم به هو سيطرة على المحافظات، ولكنه مجرد تكوين للجان شعبية في تلك المحافظات من أبنائها يعملون على حماية الأمن. وقال مصدر في إدارة أمن محافظة تعز جنوبصنعاء إن هناك نقاط تفتيش تابعة لأنصار الله نصبت في منطقة هجدة التابعة للمحافظة والتي تربط محافظة الحديدة بتعز.