حسب التوقعات الإسبانية، فإن إخواننا العائدين إلى بلاد المهجر، الذين حجزوا تذاكر الإبحارللمغادرة من ميناء طنجة المتوسط، وميناء طنجةالمدينة، في اتجاه الجزيرة الخضراء أو طريفة بإسبانيا، خلال أيام 26 و 27 و 28 و 29 و30 من غشت الجاري، وهي فترة عودة إخواننا المغتربين لدول فرنساوإيطاليا وإسبانيا وبلجيكا... ستكون شاقة بسبب تدفق الآلاف من الراغبين في ركوب السفن في نفس المواعيد والرحلات البحرية. عملية المغادرة من ميناءي طنجة المتوسط وطنجةالمدينة، لا تشكل في الواقع صعوبة للسلطات الإسبانية، لأن العائدين المغاربة لايتوقفون في الجزيرة الخضراء وطريفة إلا في حالات التزود بالوقود، وشراء بعض المقتنيات الضرورية كالماء والخبز والجبن والحليب، ثم ينصرفون مباشرة في اتجاه مقصدهم، وغالبا خارج إسبانيا. ويبقى المشكل الكبير، مرتبط بحالات التموج والتدفق الجماعي للراغبين في العودة في نفس التوقيت، وهو ما يعرضهم للمعاناة والتعب والإرهاق والتوتر، سواء داخل زحمة طوابير الإنتظار أو في الباحات العارية التي لاتتوفر فيها بالشكل الكافي، الاحتياجات الضرورية كالظل والماء الشروب، والمراحيض والحنفيات والمرشدين. أما التخوفات التي لاتعيرها السلطات المغربية الاهتمام اللازم هي المتعلقة بالإضطرابات البحرية بفضل هبوب رياح الشرقي العاتية التي تشتهر بها منطقة طنجة في أواخر شهر غشت وأوائل شهر شتنبر من كل سنة، والتي تتوقف أثناءها حركة المسافنة مابين ضفتي البوغاز وخاصة بالنسبة للمراكب السريعة والمتوسطة الحجم، وهو مايرغم الآلاف من العائدين على البقاء تحت رحمة أشعة الشمس الحارقة في الميناء المتوسطي، وفي شوارع طنجة القريبة من الميناء، متسببين بالتالي في الاختناق المروري ومنع السير والجولان في بعض الشوارع والساحات، وخاصة بكورنيش طنجة. كما أن الجالية المغربية المتوجهة بالخصوص إلى إيطالياوفرنسا، تتعرض في كثير من الأحيان للإهمال وسوء المعاملة من قبل الشركة البحرية العاملة على الخط البحري الميناء المتوسطي - ايطاليا - فرنسا، حيث لاتحترم باخرتيْها مواعيد الإبحار ويصل في بعض الأحيان إلى أكثر من أربع وعشرين ساعة. ونفس المعاناة تحدث للعائدين على متن حافلات النقل الدولي للمسافرين، حيث يتم التخلي عنهم في ظروف مأساوية أحياناً. وهناك ملاحظة تتكرر عند كل موسم عبور، وهي أن اللجنة المكلفة بالاستقبال، لاتهتم بالمغادرين، وتكتفي فقط بالقادمين من أوربا بحراً وجواً، وهذا يعتبر في نظرهم تعاملا غير منطقي. فماذا أعدت السلطات المغربية المختصة لمواجهة المشاكل المتوقعة عند مغادرة الجالية المغربية بالخارج عبر ميناءي طنجة المتوسط، وطنجة المدينة؟!