كشفت مصادر عراقية مطلعة، تفاصيل الاتصالات "الأمريكيةالإيرانية"، التي أفضت إلى التوافق على رئاسة العبادي للحكومة العراقية. وبحسب صحيفة "الراي "الكويتية، أكدت مصادر أمريكية أن نائب مساعد وزير الخارجية لشئون العراقوإيران برت ماكغيرك، والسفير الأمريكي في العراق بوب بيكروفت، كانا على اتصال، عبر قنوات عراقية، بقائد "فيلق القدس" في "الحرس الثوري الإيراني" الجنرال قاسم سليماني، الذي زار بغداد، والقناة العراقية تضاف إلى قنوات المفاوضات المباشرة بين الأمريكيين والإيرانيين في جنيف، مطلع الأسبوع، والتي تطرقت إلى غالبية ملفات المنطقة، بما فيها العراق. وتقول المصادر الأمريكية إن اتفاقًا حاسمًا انعقد في بيت كبير نواب "كتلة دولة القانون" حسين الشهرستاني بحضور العبادي، وهادي العامري، وخضير الخزاعي، وسليماني، في ذلك اللقاء، توصل المجتمعون إلى قرار ترشيح العبادي، الذي يحوز موافقة أمريكية، لرئاسة الحكومة. أوباما نفسه ألمح إلى التعاون الجاري مع طهران في العراق بقوله: "نحن مستعدون للعمل مع دول أخرى في المنطقة للتعامل مع الأزمة الإنسانية وتحديات مكافحة الإرهاب في العراق". وتضيف المصادر الأمريكية أنه "صار مفهومًا لدى الجميع أن الحكومة المقبلة ستستعيد كل الأدوار التي أناطها المالكي بما أسماه مكتب القائد العام" للقوات المسلحة، كما صار مفهومًا أن الحكومة العراقية المقبلة "ستعيد إلى السنة دورهم الأساسي، بما في ذلك في الوزارات السيادية والأمنية والقوات المسلحة"، وأن شخصيات سنية من داخل البرلمان، وأخرى قبلية وعشائرية، ستنضم إلى الحكومة الجديدة. كما اعتبرت الصحيفة وفقًا لمصادرها، أن الاتفاق حول العبادي يتضمن إعادة إحياء "قوات الصحوات" المشكلة في غالبيتها من عشائر سنية، ومدها بالمال والسلاح، كما يتضمن الاتفاق تعاون الجيش العراقي مع قوات العشائر لإعادة المناطق التي خسرتها الحكومة الفيدرالية لمصلحة تنظيم "الدولة الإسلامية" في يونيو الماضي. وأشارت الصحيفة إلى أن أوباما ومساعديه يعتقدون أنه يمكن للاتفاق مع إيران أن يؤدي إلى انفراجات في العراق ولبنان، وأن يساهم في مكافحة الإرهاب في المنطقة، والأهم من ذلك، يمكن أن تساهم الاتفاقات حول ملفات إقليمية بين واشنطنوطهران إلى تعزيز الثقة بينهما، حسب مصادر أوباما، للتوصل إلى اتفاقية نووية نهائية تتوج هذا التعاون وتنتقل بالبلدين إلى مرحلة جديدة من العلاقة بينهما، والتي تعيش في أزمة منذ أكثر من ثلاثة عقود.