لم تكن الأسئلة التي وجهها الأمين العام لحزب الإستقلال عند تعقيبه على ما يسمى بحصيلة منتصف ولاية الرئيس بنكيران، لتمر بسلام..الأسئلة المتعلقة بعلاقة بنكيران لداعش وجبهة النصرة والموساد الإسرائيلي ظلت معلقة بلا أجوبة، وربما أثارت في حينها مزيدا من الأسئلة أكثر مما تفرضه من تقديم إجابات ملحة موجهة من طرف قائد أكبر حزب معارض داخل مؤسسة البرلمان، رئيس الحكومة الذي فضل عدم الإجابة أرسلت إشارة ذات دلالات كبيرة عندما لم يحضر في اليوم الموالي الجلسة التضامنية التي خصصها مجلس النواب مع فلسطين على ضوء الجرائم اليومية التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة. السؤال عن العلاقة مع داعش يرتبط بصورة أساسية عن التقارير التي نشرتها صحف عربية ودولية وأعادت نشر مقتطفات منها الصحف المغربية، والتي تحدثت جميعها عن توصل داعش بدعم مادي وسياسي من - على الأقل - ستة شخصيات مغربية من بينها محمد يتيم نائب رئيس مجلس النواب وعضو الأمانة العامة للعدالة والتنمية ورئيس النقابة المرتبطة بذات الحزب ، ومحمد الريسوني الرئيس السابق لحركة التوحيد والإصلاح فرع جماعة الإخوان في المغرب ونائب رئيس الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يرأسه القطري/المصري القرضاوي، هذه الإتهامات وعلى خطورتها ظلت بدون أجوبة إلى اليوم، لا من الشخصيات المعنية، ولا بالنسبة للهيئتين الدعوية والسياسية اللتنان ينتميان إليهما. والجميع يعلم اليوم أن ما عرفته منطقة شمال افريقيا والشرق الأوسط منذ نهاية 2010 وإلى اليوم، لم يكن غير مخطط غربي تم تهييئه على مدى سنوات طويلة وسيجري تنفيذه على سنوات أطول، بالصورة التي ستحول هذه المنطقة من العالم إلى منطقة للحروب الأهلية والطائفية حيث أبشع صور القتل والجاهلية، وإذا كان الغرب يخطط ويفكر، فإن الإخوان في الداخل هم أدوات التنفيذ وقطر هي الخزينة التي تمول المشروع برمته، وكل هذه الأدوات تتحرك بتوجيه من الدوائر الغربية بالشكل الذي يضمن حياة إضافية للكيان الصهيوني، وإنهاء كل إرتباط مع فلسطين، التي إستطاعت حماس أن تختصرها في غزة، حيث غابت فلسطين عن الخطابات والشعارات وحملات التضامن، وتم تعويضها بغزة التي لم تطلق منها حماس رصاصة واحدة اتجاه إسرائيل طيلة سنوات هيمنتها المطلقة على القطاع، وفجأة عند حصول المصالحة الوطنية قبل أشهر وتم الإتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية وتم الإتفاق على موعد للإنتخابات التشريعية والرئاسية للقطع مع إزدواجية السلطة بين الضفة والقطاع، تنطلق صواريخ حماس في إتجاه إسرائيل السؤال هو أين كانت كل هذه الصواريخ طيلة أزيد من ستة سنوات؟ ومن هي الجهة التي تزعجها المصالحة الفسطينية ووحدة الصف بين حركة فتح وحركة حماس وباقي الفصائل الفسطينية؟ للجواب على هذه الأسئلة من الضروري أن تجد الإجابة عند الصهيونية وفروعها ... رئيس الحكومة السيد بنكيران لم يكتفي بعدم الإجابة عن الأسئلة التي وجهها إليه السيد حميد شباط، بل سعى عبر مناضلي حزبه الإلكترونيين إلى القيام بعملية هشتاغ واسعة ، لقلب سؤال العلاقة مع إسرائيل من بنكيران إلى شباط، حيث عمدت كتائب بنكيران إلى نشر صور وفبركة صور أخرى تظهر الأمين العام لحزب الإستقلال في لقاء مع يهود وهو يتسلم شهادة تم التلاعب بها في برنامج الفوتوشوب للإيحاء بأنها شهادة صادرة عن إسرائيل، وبالتالي يصبح الرجل الذي يسأل عن علاقة الآخرين بإسرائيل هو المطالب بتقديم ذات الجواب... إن هذه الواقعة تكشف عن عقلية شمولية لدى رئيس الحكومة، لا تميز بين القتل المادي والقتل الرمزي، لكن بالفعل من حق المغاربة أن يعرفوا خلفيات الصور والفيديو وأن يعرفوا علاقة حزب العدالة والتنمية مع إسرائيل ، وعن الخطاب المزدوج لذات الحزب مع الكيان الصهيوني والشخصيات الصهيونية. الصور التي ظهر فيها شباط كانت مع يهود مغاربة في حفل عشاء بمدينة فاس بصفته عمدة المدينة، وفي إطار إختتام نشاط تجديد المعرة اليهودية أو ما يعرف " بصلاة الفاسية " عند اليهود المغاربة، وهو النشاط الذي ترأسه رئيس الحكومة المغربية عبدالإله بنكيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية،. هكذا يتعامل الرجل مع الحدث الواحد بوجهين، الوجه الأول هو وجه رئيس الحكومة الذي يؤمن بالتعددية التي يعرفها المجتمع المغربي وأن اليهود والديانة اليهودية هي جزء لا يتجزء من التراث المغربي الأصيل، وأنه يميز كما يقتضي الأمر ذلك من كل العقلاء ، بين اليهود والصهاينة..الوجه الثاني هو من يخلط عمدا بين الأمرين، ومحاولة التحريض على جزء من المغاربة لمجرد أنهم يهود، وعلى خصومه السياسيين من خلال تصويرهم كمتعاملين مع الصهيونية. هذه الإزدواجية في مواقف بنكيران وحزبه وجماعته، ليست وليدة اليوم أو الصور التي تم نشرها، فقد سبق لحزب العدالة والتنمية أن استضاف الإسرائيلي جاكوب برينشتاين المساعد السابق لرئيس الكيان الصهيوني إسحاق رابين، وتم تقديمه في المؤتمر السابع للحزب على أنه واحد من نشطاء السلام الإسرائيلي وهو أحد الوجوه التي تم رصدها من قبل الإعلام الدولي في كل بلدان ما سمي بالربيع العربي، وفي لحظات مفصلية وحاسمة من سقوط أنظمتها السابقة بالشكل الذي يكشف الجانب الإستخبارتي في شخصية برينشتاين والدور الغامض الذي لعبه في بلدان " الربيع" ، لكن الغريب في الأمر والمثير للإستهجان هو أن ذات الشخصية الإسرائلية وقبل أشهر قليلة من المؤتمر السابع للعدالة والتنمية ، كان ضيفا على منتدى أماديوس في طنجة، حيث وصفته جريدة " التجديد" بالشخصية الصهيونية...وبقدرة قادر تحول إلى حمل وديع عندما حضر مؤتمر العدالة والتنمية. بنكيران يريد أن يغطي الزيادات في الماء والكهرباء والسلع خلال الصيف بفبركة قصص بليد، لكن في كل مرة يتيح لنا الفرص لكي نكتب فقرات جديدة من سيرته الذاتية من الصعب أن نستثني منها إسرائيل والصهيونية وهما للإشارة، وجهان لعملة واحدة، فاليهود المتدينين يعتبرون إسرائيل محرمة عليهم إلى الأبد لأن الله تعالى طردهم منها.