كشفت الوثيقة السرية التي طالتها أيادي كثير من وسائل الإعلام في المنطقة عن أشكال الدعم الحقيقي التي تقدمها الجزائر لجبهة البوليساريو الانفصالية وهي التي تدعي باستمرار أنها ليست معنية بهذا النزاع المفتعل، وأن مشكل المغرب مع من تسميه الشعب الصحراوي وتتشدق بأن الأمر يتعلق بتصفية استعمار. الوثيقة السرية الخطيرة هي صادرة عن جهة جزائرية تطلق على نفسها «اللجنة الوطنية الجزائرية لدعم الشعب الصحراوي» وهي عبارة عن رسالة تعلن فيها هذه اللجنة للجهة التي تخاطبها أنها ستتكلف بمصاريف نقل صحافيين مصريين عبر الطائرة من القاهرة إلى الجزائر ذهابا وإيابا ومن الجزائر إلى مخيمات تندوف ذهابا وإيابا، وتتكلف بمصاريف الإقامة في الفنادق الفخمة بالجزائر، والذي لم تقله الوثيقة وأخفته هو ما تجود به هذه اللجنة من إكراميات مالية تدخل جيوب وبطون الصحافيين مقابل تحملهم أعباء التنقل إلى غاية مخيمات لحمادة. ونعلم علم اليقين أن هذه اللجنة ما هي إلا فرع من فروع المخابرات العسكرية الجزائرية، ويتم تنصيب شخص مرتبط ارتباطا مباشرا ووثيقا مع هذا الجهاز الاستخباراتي الخطير على رأس هذه اللجنة، وهي في الحقيقة قناة من قنوات صرف وهدر المال العام الجزائري في الرشوة وشراء الذمم مقابل التسويق لأطروحة أكل عليها الدهر ولم يشبع. لنتصور مثلا أن المغاربة شكلوا لجنة للتضامن مع شعب غرداية الذي يتعرض أمازيغه لحرب إبادة، أو للتضامن مع شعب القبايل، أو مع شعب الطوارق في صحراء الجزائر، ألا تستحق هذه الجارة المتهورون قادتها أن نعاملهم بالمثل؟ إنه مجرد سؤال.