من المتعارف عليه أن الحديقة حسب بعض التعاريف داك البستان عليه حائط , والبستان أرض أدير عليها جدار فيها شجر وزرع والروضة أرض مخضرة بأنواع النبات , لكن حديقتنا نحن منفتحة ومتفتحة غير محاطة بالجدران , ولا بالأسوار للمحافظة عليها , تكاد تنعدم مما ذكر ووصف , قيل في البستان الروضة , وحينما نتحدث عن الحديقة , يتبادر إلى أذهاننا تلك اللوحة المزركشة الجميلة الجامعة لفسيفساء متنوعة , وأشكال من الورود والزهور , تبدو كبساط أخضر شابته ألوان قزحية , تحوم حوله طيور مغردة , لتشرب الماء العذب خريره موسيقى طبيعية بسيطة , أو لتقتات من الأشجار أو لتصنع وكرا. حديقة السي الرباح التي جاد بها على اطفال اولاد امبارك بالقنيطرة لترفيه ,سبحان الله وضعوا الالعاب فوق ارض قاحلة بدون كراسي للأباء ولا أشجار ولا تزيين للمكان , مما جعل الساكنة تطلق عليها حديقة الالعاب العشوائية. الحديقة العشوائية ملت هذا الوضع الذي يخنقها ويخنق سكان الحي ومن يرتادوها وحتى الأطفال والعمارات تشمئز من منظرها الذي يوحي الى الزمن الغابر ، علاوة على تناثر الغبار وهلم درنا ولوثا وفتكا بصحة المارين والساكنين. حتى الدواب تتمرغ في ترابها ، وتترك روثها وسرجينها ، والطيور والبهائم ترمي بسلحها ، والكلاب تمرش العظام ، تتهارش وتتخارش ، وتقل أرجلها لتبول على الألعاب لتضحى مليئة بالحشرات السامة، لا طير يسبح فيها ولا ماء ليقلل من حرارة الصيف ، ونحن في رمضان ، وليلطف الأنسام الخفيفة ويجعلها بليلة منعشة. هذه الحديقة العشوائية أتأملها كلما مررت بها ، بل أشمئز لما أراه من مناظر وتصرفات ، أقول في نفسي إنها حديقة يتيمة ، متسائلا هل هي : مزبلة أم ملعب لكرة القدم أم حانة ، أم مرحاض شاسع لكل عابر وجالس ، أم مراغة للدواب أم...؟؟؟ لو حولت إلى سوق كبير لكان أنجع وأنفع... ما نوع هذه الحديقة ؟ وما نوع هذه المدينة ؟، أين أهلها والقائمون على شؤونها ورعايتها ومراقبتها ؟ إن هذه الحديقة العشوائية معلقة فعلا!!!