تحل اليوم ذكرى وفاة فقيد العروبة والإسلام البطل المناضل محرر المغرب جلالة الملك محمد الخامس قدس الله روحه. ويحيي الشعب المغربي هذه الذكرى بكثير من الخشوع والإكبار والإعتزاز والتقدير لهذا الملك الذي ضرب أروع الأمثلة في التضحية والفداء، وفي المصابرة والصمود، وفي الكفاح والنضال مع شعبه من أجل التحرير والاستقلال، والذي كان قدوة في الثبات على المبدإ وفي مقاومة السياسة الاستعمارية ورفض مخططاتها التي كانت تهدف إلى الزج بالمغرب في دائرة التبعية الدائمة للاستعمار بلا هوية وبلا خصوصيات ولا ثوابت ولا سيادة. لقد سجل جلالة الملك محمد الخامس يرحمه الله أروع الصفحات في سجل البطولة والتضحية والمقاومة الباسلة، وكان إلى ذلك رمزا للسيادة الوطنية وقائدا للحركة الوطنية التي ارتبطت به منذ مطلع الثلاثينيات، واندمجت مع جلالته في معركة المطالبة بالاستقلال في 11 يناير 1944، ثم في المعارك السياسية التي شهدها المغرب في مطلع الخمسينيات حينما بلغت الغطرسة الاستعمارية ذروتها، واتضحت معالم الطريق نحو الاستقلال عن طريق الرفض والمقاطعة ثم الجهاد والمقاومة إلى أن نال المغرب ا ستقلاله وعاد جلالة الملك من المنفى مع الأسرة الملكية في 16 نوفمبر 1955 مبشرا شعبه الوفي المتعلق به بالعهد الوطني الجديد في ظل الحرية والاستقلال. رحم الله بطل التحرير محمد الخامس، وأجزل له التواب على ما قدمه للمغرب من جليل الخدمات وعظيم التضحيات، وعلى ما حققه لبلاده من انتصارات دخل بها تاريخ هذه البلاد من أبوابه الواسعة.