شجب مثقفون و فنانون عراقيون ما يحدث في مدينة الموصل من تهديم للمعالم وتحطيم للآثار، حيث قررت «الدولة الإسلامية في العراق والشام» إزالة كل التماثيل الفنية الموجودة في ساحات وشوارع الموصل، فضلا عن نيتها حرق تدمير الكنائس هناك، ويمكن الإشارة إلى أن داعش أزالت وحطمت تمثال الشاعر العباسي أبي تمام في منطقة باب الطوب وقد نحته النحات نداء كاظم، وتمثال الموسيقار والعالم الملا عثمان الموصلي مقابل محطة قطار الموصل، والذي نفذه النحات فوزي اسماعيل ونُبش قبر ابن الاثير الواقع في باب سنجار. ويرى الكثير من المثقفين، أن إزالة هذه المعالم الحضارية، دليل على ظلامية القائمين بهذه الأفعال الشنيعة التي لا تمت للحضارة بصلة وتؤكد على أنهم عناصر همجية تعود إلى عصور مظلمة سحيقة، فهذه التماثيل دلالات على عظمة المدينة بتاريخها العريق الممتد إلى أقاصي الحياة ومدنيتها، وعلى إبداع أبنائها عبر الأزمنة في مختلف المجالات، وما هذه القامات الشامخة، إلا دلالة على أن هذه المدينة تتباهى بالإنجازات على مر الأزمنة، وأكدوا أن مجرد تهديم هذه المعالم يعني إساءة للشعر والفن والحياة، حيث أن هؤلاء الثلاثة الكبار كانت أمجادهم عناوين مضيئة، تتمثل في ما حققوا من روائع إنسانية ظلت سامقة على مر السنوات، فكانت هذه التماثيل أغنيات وفاء تصدح عبر الأزمنة، والعصور لتؤكد عظمة المكان والانسان، وقد احتفظت الذاكرة بالكثير من نتاجاتهم التي كانت تنمو وتترعرع مع الأجيال الموصلية التي تبدي اعتزازا بها. وقد ناشدت منظمة الأممالمتحدة للثقافة والفنون الأطراف المتناحرة في العراق، حماية إرث البلاد الحضاري، محذرة إياها من أن التعرض للآثار والمواقع الدينية سيعد "جريمة حرب." وعبرت ايرينا بوكوفا رئيسة المنظمة عن خشيتها من تعرض إرث العراق الحضاري للتدمير والسرقة.