من المعلوم أن الأصل في المعاملة وتقدير الأشخاص هو حسن النية، وذلك كان ولازال بصدق، تقديري المتواضع لأخي وابن مدينتي عبد الله بوانو رئيس فريق العدالة والتنمية بمجلس النواب، الذي رفع عاليا رفقة إخوانه في حزب الاستقلال وفريقه النيابي تحديا غير مسبوق بتصويت مشترك ووطني وتاريخي على مشروع القانون التنظيمي للمالية يتضمن تعديلا على المشروع الأصلي الذي صادقت عليه حكومة بنكيران والقاضي بإخراج الصناديق السوداء من حلكتها الفاسدة إلى أنوار المراقبة البرلمانية لممثلي الأمة، بيد أن الكواليس الباردة لتدبير الشأن العام والتي يقودها صقور حزب العدالة والتنمية بالحكومة تنحو في اتجاه إسقاط هذا التعديل التاريخي الذي سيضع أخيرا الأصبع على أحد أكبر مراتع الغموض الفساد المالي بالمملكة. فبعد أن كان مقررا عقد جلسة عمومية الأربعاء الماضي للتصويت على جملة من المشاريع والمقترحات الجاهزة وعلى رأسه مشروع القانون التنظيمي لقانون المالية تدخلت النعرة البراغماتية للحكومة في اتجاه تأجيل الجلسة تمهيدا لتمرير المشروع في صيغته البئيسة والتي ستبقي ملايير الدراهم من الأموال العمومية خارج المراقبة وبيد تماسيح وعفاريت حقيقية يصبو بنكيران مهادنتها مقدما بذلك قربانا ماليا ضخما في أفق الظفر بولاية حكومية جديدة. تعديل الولاية البرلمانية والأهم على الإطلاق هكذا يوصف تعديل المادة 08 من مشروع القانون التنظيمي للمالية 130.13 والذي صوت عليه بالإجماع من طرف الفريق النيابي لحزب الاستقلال العتيد، سيسقط ربما على أيدي الذين نادوا وصدحوا دائما بضرورة اقراره في اتجاه تشفيف المعاملات المالية للدولة وتجفيف منابع الفساد بها !!!!!! فهل يا ترى سيتخلى نواب العدالة والتنمية عن رفاقهم في حزب الاستقلال في أهم معركة لتخليق الحياة السياسية والمالية للمملكة؟ وهل سينفذ عبد الله بوانو ورفيقه خيرون رئيس لجنة المالية و التنمية الاقتصادية فعلا ما وعدوا به من استقالة في حالة تقديم الحكومة لتعديل جديد أثناء الجلسة العامة المرتقبة للتصويت على المشروع ؟.وأين يا ترى اختفى المجدوب أفتاتي في هذه المعركة المصيرية من أجل الشفافية و المستقبل؟ وكيف خفت صوت المقرئ أبو زيد ومواعضه (الأخلاقية) المقرونة بالشجاعة كما يحلو له أن يوصف؟ وأين نحن من حنجرة حيكر وزبده بمناسبة و غيرها؟ ولمذا بهتت مريم ماء العينين وتاهت عن معارك الحق و المستقبل.... إذا أسقط التعديل/الحلم بأيديكم.... فازبدوا و اصدحوا و اهتفوا و نددوا واصرخوا و قولوا لنا ما شئتم فتراجعكم مر وبطعم الخيانة .......خيانة وطن.