اختتمت ليلة السبت الأخير فعاليات النسخة الخامسة عشر لملتقى سيدي قاسم للسينما المغربية ، وذلك بتتويج الفائزين في مسابقة محمد مزيان للسينمائيين الهواة في دورتها العاشرة ، حيث فاز بالجائزة الأولى مناصفة فلمي " الراعية " لفاطمة أكداز و " حالة اكتئاب " لمراد خلو، فيما ذهبت الجائزة الثانية لفيلم " عرس الديب " لمحمد الهوري ، ومنحت الجائزة الثالثة لفيلم " الفاكهة المحرمة " لنورة أزروال بعد مداولتهما الحاسمة من لدن لجنة التحكيم الرسمية التي ترأس دورتها المخرج المغربي داوود أولاد السي .وفي مسابقة " دونكشوت " التي تمنحها الجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب " جواسم " تحت إشراف كل من عبد العالي لخليطي وعلي خدود وبوشتى المشروح ،وحصل عليها فيلم " حالة اكتئاب " لمراد خلو ، كما نوهت نفس اللجنة بفلمين اثنين آخريند . وعرف حفل افتتاح الدورة 15 للسينما المغربية بتكريم الفنان والمربي جمال الدين راشيدي الذي قدم في حقه المخرج محمد الشريف طريبق شهادة اعتراف وامتنان باعتباره اشتغل معه في جل أعماله الدرامية ، و سرد تجربة علاقته مع المحتفى به مستخلصا أنه لم يكن مجرد صديق حميم فقط ، بل كان الانسان والمستشار الفني الذي له قدرة على التحليل والنقد والتمحيص ، و أضاف أن جل الأعمال و خاصة الدرامية منها يتناقش فيها معه ويستفيد من أرائه . وفي نفس السياق تناول الكلمة التهامي بورخيص الصحفي والسينمائي مشيرا إلى أن هذا التكريم يدخل في إطار ثقافة الاعتراف لأن المحتفى به يعتبر أحد ركائز الثقافة المحلية و رمزا للحركة الثقافية لكونه كان يخلق أشياء كثيرة من لا شيء. وقدم المحتفى به تحياته إلى كل السينمائيين والمنظمين وكل من يصنع الثقافة داعيا لهم الحماية من اللغط والتشويش. كما تم الاحتفاء بالممثلة الشابة والمتألقة سهام أسيف في حفل الاختتام على مجما أعمالها الفنية ، كما عرضت بالموازاة مع ذلك أفلاما سينمائية طويلة وقصيرة حديثة الإنتاج تجاوب معها الجمهور القاسمي بشكل ملفت ، وتخللت فقرات الملتقى ، ورشات فنية وتقنية تتعلق بمهن السينما ،احتضنتها المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين ، وشملت الورشات " القراءة الفلمية " و "ورشة أفلام التحريك ثلاثية الأبعاد " و " ورشة المونطاج الرقمي " ، واستفاد منها حوالي 80 مشاركا مهتما . وشكلت الندوة الوطنية حول السينما وحقوق الإنسان ، نقطة ضوء المهرجان وقوته ، بحكم المشاركة الوازنة لأهم الأسماء النقدية المغربية ، وكذا القيمة المطروحة للنقاش والجمهور المهتم الذي غصت به القاعة الكبرى التابعة للخزانة البلدية بسيدي قاسم ، والذي تفاعل معها بشكل متزن في نقاش الموضوع المطروح حيث حضر الندوة كل من الأساتذة النقاد ، حميد أتباتو ، وإدريس القري ، وفريد بوجيدة ، وفؤاد قشاشي ، وبوشتى فرق زايد ، ونشطها عضو فرع المجلس الوطني لحقوق الإنسان بسيدي قاسم ، وتبين أن موضوع حقوق الانسان والسينما لازال يحتاج لدراسات دقيقة ومعمقة ، وفي هذا السياق نشط الأستاذ حمادي المنور عضو المكتب الوطني للمنظمة المغربية لحقوق الإنسان الندوة طارحا الإشكالات الأساسية في الموضوع متمنيا الإجابة عنها. وبذلك أعطيت الكلمة للناقد فريد بوجيدة الذي تساءل بدوره حول الحقوق وعلاقتها بالسينما واعتبر تجارب السينمائيين الهواة حاملة لقضايا حقوق الناس بدون انتهازية أو تصيد للفرص ، في حين تناول الدكتور فؤاد قشاشي قضايا حقوق الأنسان انطلاقا من مجموعة من التجارب منتقدا بعضها على تناولها غير الدقيق لموضوع حقوق الانسان، وهو الأمر الذي أثاره الناقد بوشتى فرق زايد بالقول على أن السينما لم تشتغل بجدية كبيرة على حقوق الإنسان بل شوهت الموضوع وقدم العديد من الأفلام التي أوردها كمثال على ذلك. واستمرت الندوة بمداخلة للناقد ادريس القري الذي أشار إلى كون الاشتغال على الموضوع جاء في إطار الموضة التي تعرفها البلاد في الاشتغال على تيمة حقوق الانسان ، لكون عدد كبير من المخرجين لم يشتغلوا على الموضوع في فترات سابقة ، و كان وقتها تناول تيمة الحقوق نوع من النضال الثقافي ، أما الناقد حميد تباتو وهو الذي وضع أرضية الندوة ربط بين السينما ولحقوق في اطار الحق والحقيقة اي ما يجري في الواقع من حرمان السينمائيين من حقوقهم كما حصل للمخرج حكيم بلعباس الذي لم يتلقى الدعم من المسؤولين بحجة او اخرى. كما عرض حالة المخرج داود اولاد السيد الذي عرف نفس الوضعية تقريبا واستمر في تعميق سؤال السينما وحقوق الانسان مما جعل النقاش يضيف أفكارا أخرى حول الموضوع ويعمق بالتالي الاسئلة المطروحة في الساحة السينمائية ارتباطا بحقوق الانسان سواء في شموليتها أو في تناول المخرج لموضوعها. وتلت الندوة الوطنية ، توقيع مؤلف جديد حول : " أسئلة النقد السينمائي بالمغرب مقدمات نظرية " للكاتب والباحث نور الدين ولوت، وهو كتاب يهتم بنقد النقد .