نظمت ساكنة حيّ هند بسوق أربعاء الغرب وفعاليات مدنيّة وثقافية مسيرة احتجاجية عفوية تنديدا بالاعتداء الهمجي الذي تعرضت له فتاة في ربيعها الثامن عشر (أشارت له الجريدة في عدد سابق)، من قبل رجل أمن برتبة ضابط. المسيرة انطلقت من أمام منزل الضحية، والتي عرفت مشاركة نسائية قويّة، وحملت لافتات تدين هذا الاعتداء وتلتمس تدخّلا عاجلا لإنصاف أسرة المعتدى عليها، لاسيما وأنّ والدها جنديّ مرابط بالحدود المغربية دفاعا عن حوزة التراب الوطني، وقد بلغنا من مصادر مقرّبة أنّه يعيش حالة نفسية متأزمة جرّاء ما حدث من دوس لكرامة ابنته خاصة، وكرامة أسرته عموما. كما كانت المسيرة الاحتجاجية مؤازرة بحقوقيين من مدينة القصر الكبير يمثلون جمعية الدفاع عن حقوق الإنسان، وبدت ذات دلالات إنسانية رمزية قويّة من خلال حمل مشعلين ناريين، وأيضا استعراض الملابس الممزقة بسبب الاعتداء العنيف الذي لحقها من طرف رجل الأمن. هذا الاحتجاج البليغ في رمزيته ودلالاته كان أمام مفوضية الشرطة بسوق أربعاء الغرب، وانتهى بكلمة عميقة ومؤثرة للفاعل الجمعوي والمناضل المدني أسامة الصغير، أشارت إلى الخروقات والفساد اللذين تشهدهما المدينة، وكذا سياسة امتهان الكرامة الذي أضحى يتعرّض لها المواطن الأربعائي في كلّ وقت وحين. في كلمة له بالمناسبة، صرّح للجريدة "علي الهبيل" ( رئيس فرع جمعية الدفاع عن حقوق الإنسان، منسقيّة المناطق لجهة الغرب الشراردة بني حسن، إقليما القنيطرة والعرائش) بأنّ " تعرّض فتاة للتعذيب من طرف ضابط هي واقعة تعود بنا إلى ستينات وسبعينات وثمانينات القرن الماضي، لهذا تحديدا يجب أن يتكتّل المجتمع المدني بسوق أربعاء الغرب لوضع حدّ للوبيات العنف والجلادين، أما من جهتنا، فإنّنا سنخرج ببيان قريبا جدّا، وسنتابع الملف على مستوى النيابة العامة، وندعو إلى وقفة احتجاجية أكثر تنظيما حتى يتمّ إنصاف الفتاة المعتدى عليها". يذكر أنّ المسيرة الاحتجاجية التي أعادت البسمة للفتاة المعتدى عليها ولوالدتها وأخرجتهما من عزلتهما الاجتماعية التي كانتا تعيشانها منذ يوم الواقعةن والتي أبانت عن تضامن الساكنة والتحامها ضدّ الظلم و"الحكرة"، (يذكر أنّ المسيرة) جاءت على خلفية اعتداء عنيف من طرف رجل أمن برتبة ضابط، على فتاة تدعى يسرى الفركاتي (18 سنة) أسفر عن تمزيق ملابسها بالكامل أمام مرأى ومسمع من الجيران، وهو الحادث الذي خلف رضوضا وكدمات واضحة على مستوى العين اليسرى للفتاة وكتفها، وكذا فخذيها، بالإضافة إلى آلام على مستوى الرأس، وهبوطا نفسيا لها ولوالدتها، وذلك بعدما ذهبت إلى منزل ضابط الأمن لاستخلاص دين بذمته لا يتجاوز 150 درهما منذ سنة تقريبا. من جهة أخرى، نظمت ذات الفعاليات وساكنة سوق أربعاء الغرب، وقفة احتجاجية ثانية فيما وصفته ب "غضبة الكرامة الغرباوية"، بعد أسبوع من "الغضبة الأولى"، يوم الثلاثاء 13 ماي 2014 بساحة الاستقلال، وذلك على خلفية الاعتداء على المنسق الأول لاتحاد جمعيات المجتمع المدني بسوق أربعاء الغرب، الأستاذ عبد الفتاح منار، يوم 30 أبريل 2014، من قِبل بلطجية رئيس المجلس البلدي بسوق أربعاء الغرب (ابنه وصهره وابن أخته) أمام مرأى من أجهزة الأمن والسلطات المحلية، وهو الاعتداء الذي أسفر عن جروح بدنية ونفسية لاتزال آثارها ماثلة إلى الآن، علاوة على الأضرار المادية التي ألحقت بسيّارة الضحيّة. الوقفة رفعت تنديدا قويا بسياسة العنف والترهيب، وأيضا مظاهر التهميش والحكرة التي أصبحت تهدد كرامة ساكنة سوق أربعاء الغرب بشكل عام، وطالبت بالتغيير الحقيقي للأوضاع الكارثية والتراجعات الخطيرة التي تشهدها المدينة على كافة المستويات (الاجتماعية والاقتصادية والحقوقية والمدنية والهيكلية والخدماتية), وقد كانت هذه الوقفة مؤازرة أيضا بحقوقيي جمعية الدفاع عن حقوق الإنسان بالقصر الكبير التي أصدرت بيانا استنكاريا(نتوفر على نسخة منه) يشجب حدثا الاعتداء اللذين وقعا مؤخرا بالمدينة، ويناشد كل النشطاء الجمعويين والحقوقيين والإعلاميين محليا ووطنيا، وأيضا ساكنة سوق أربعاء الغرب، لدعم الوقفة الاحتجاجية الجاري التحضير لها، والتي سوف يعلن عن ميثاقها ومكانها خللا اليام المقبلة.