تشكل دورة 2014 للمعرض الدولي التاسع للفلاحة بمكناس مناسبة خاصة لشركة الفيل الأخضر من أجل إعادة تأكيد رغبتها في تطوير وإنعاش فلاحة فعالة ومستدامة بالمغرب وبالقارة السمراء، حيث يتم خلال هذا المعرض تقديم مجموعة مبتكرة من المنتجات والخدمات الخاصة بالفلاحة العضوية من طرف شركة «الفيل الأخضر» التي تطرح على الفلاحين أنشطة خاصة من أجل إبراز القضايا الرئيسية والآفاق الواعدة للزراعة المستدامة بكل من إفريقيا والمغرب، كما يشكل هذا المعرض مناسبة للتأكيد على انخراط الشركة ومشاريعها الكبرى بالمغرب. لذلك أوضح المدير العام لشركة «الفيل الأخضر» السيد سيبستيان كواسني أن هذه الشركة تقوم بتطوير مجموعة من المنتجات البكثيرية المفيدة والخدمات الخاصة بالزراعة العضوية التي تتميز بالابتكار المتجدد وبالفعالية لاستخراج أسمدة ومبيدات عضوية بتكلفة تجعلها في متناول جميع الفلاحين وخاصة الصغار منهم، أضف إلى ذلك توافق جميع أنواع التربة وتعمل على تخصيبها، كما أنها تساعد على الرفع من الطاقة الإنتاجية للفلاحة المغربية وتتميز كذلك بعدم تأثيرها على البيئة. وأبرز المدير العام أن الفلاحة العضوية بالمغرب تقدر مساحتها اليوم بستة آلاف هكتار، تضمن بذلك إنتاجا يصل إلى 60 ألف طن من المزروعات، يضاف إليها حوالي 6 مائة ألف هكتار أخرى من ضمنها 400 ألف هكتار من غابة أركان، و 200 ألف هكتار من النباتات الطبية والعضوية والكبار والصبار بالإضافة إلى نباتات أخرى برية. وأضاف أن المساحة الخاصة بهذه المزروعات عرفت نموا لافتا حيث وصلت حاليا إلى 6 آلاف هكتار. بعدما كانت لا تتجاوز 3 آلاف وخمسمائة هكتار في موسم 2008/2009، وارتفع الإنتاج بدوره بنفس الوثيرة مما جعل المنتجات المعنية بهذا النوع من الإنتاج موجهة للتصدير مثل (الخضر والفواكه، زيت أركان وزيت الزيتون وعصير البرتقال والنباتات الطبية والعطرية والزيوت المستخلصة منها)، كما أن الصادرات عرفت هي الأخرى نموا مستمرا خلال العشر سنوات الأخيرة، حيث ارتفعت من ألف طن خلال سنة 97/98 إلى 6 آلاف طن في الموسم الفلاحي 2005/2006، ليصل في الوقت الراهن إلى 10 آلاف طن و4 مائة طن. وموازاة مع ذلك يضيف المدير أن السنوات الأخيرة تميزت بالإقبال المتزايد على المنتجات المصنعة خاصة عصير البرتقال والتوت المجمدين، وزيت أركان بأصنافها، والفاصوليا والكبار المملح. ومن أجل الدفع بالفواكه خارج هذا الاتجاه التصاعدي، قامت الحكومة المغربية بمعية المتدخلين في هذا القطاع والممثلون من طرف الجمعية المغربية للمنتجات العضوية بالتوقيع سنة 2011 اتفاقية مشروع يرمي إلى تنمية القطاع العضوي بهدف الوصول إلى تخصيص مساحة شمولية تقارب 400 ألف هكتار سنة 2020، وبإنتاج يبلغ 400 ألف طن من المزروعات، ضمنها 60 ألف طن موجهة للتصدير. ولبلوغ هذه الأهداف المتوخاة يقول المدير عملت الشركة على إنشاء فرع لها بالمغرب، بعد أن أكدت للحكومة المغربية في شخص وزارة الفلاحة والصيد البحري على التزامها الدائم وانخراطها الفعلي في تأهيل وتأطير الفلاحة العضوية التي توجد ضمن أهم محاور تنمية مخطط المغرب الأخضر الذي يرعاه صاحب الجلالة الملك محمد السادس منذ سنة 2008. لذلك عملت الشركة التي تتواجد أيضا بدولة مالي على بناء أول معمل لها بجهة مكناس تافيلالت سنة 2012، وهو الذي يوجد داخل المنطقة الصناعية أكروبوليس قرب المدرسة الفلاحية بطريق الحاج قدور، يضم وحدتين مختلفتين للإنتاج، واحدة متخصصة في إنتاج الأسمدة العضوية، والأخرى في إنتاج المبيدات العضوية، وتحتل هذه الأخيرة مكانة جد متقدمة عالميا من حيث حجمها وعصرنتها وتضمن إنتاجا كبيرا وبتكلفة جد منخفضة. وتعتبر هذه الوحدة الصناعية بمثابة اللبنة الأولى لمخطط التنمية الذي تهدف من خلاله شركة الفيل الأخضر إلى المساهمة في تحقيق الاكتفاء الذاتي، فيما يخص الصناعة الغذائية للمغرب، وذلك بإنتاج 50 ألف طن من الأسمدة العضوية و 120 ألف طن من المبيدات العضوية في الأمد المتوسط، لذلك تطمح الشركة إلى جعل المغرب رائدا ونموذجا يحتدى به في إنتاج وتصدير الأسمدة والمبيدات العضوية نحو دول غرب إفريقيا، كما تهدف إلى تسهيل استعمال التكنولوجيا من طرف أكبر عدد من المزارعين الصغار بتكلفة مناسبة تمكنهم من حياة أفضل وإدماجهم في نموذج اقتصاد دائم. وفي انتظار أن يتحقق ذلك من أجل تعزيز مكانة المغرب تخطط شركة الفيل الأخضر لبناء وحدتين أخريتين لإنتاج الأسمدة العضوية بكل من جهة سوس ماسة درعة، وبركان باستثمار أساسي يبلغ 350 مليون درهم وينتظر أن تساهم أيضا في خلق 5 مائة منصب شغل.