أكد الوالي المدير العام للجماعات المحلية السيد نور الدين بوطيب أنه تمت مراجعة وتنقيح برنامج مكافحة التصحر والفقر عبر المحفاظة وتثمين واحات تافيلالت,قصد إدراجه ضمن منطق مخططات تنمية الجماعات المحلية. وأبرز السيد بوطيب, في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء عقب أشغال اجتماع للجنة المديرية لهذا البرنامج, أن «» إعادة توجيه هذا البرنامج تأتي في الوقت المناسب لتندرج في إطار مسلسل تنمية الجماعات, باعتبارها فاعلا مركزيا في التنمية»», مذكرا في هذا الإطار بملحق البرنامج الذي تم التوقيع عليه منذ شهر في الرباط, بين الأطراف المعنية, ويتعلق الأمر بالمديرية العامة للجماعات المحلية ومديرية تهيئة التراب وبرنامج الأممالمتحدة للتنمية ووكالة التنمية الاجتماعية. وأوضح بهذا الخصوص أن المديرية العامة للجماعات المحلية بلورت مخططا استراتيجيا يسمى «» آفاق2009 «» يشمل العديد من المحاور التي تهم إرساء أسس الحكامة المحلية ووضع إدارة محلية فاعلة قادرة على ترجمة, على أرض الميدان, برامج تم وضعها بالمهنية المطلوبة, وتعزيز دور الدولة كشريك ومواكب للجماعات المحلية. من جهته, أشار مدير إعداد التراب الوطني السيد فيكرات عبد الواحد, خلال أشغال اللجنة المديرية, إلى أن التشخيص والدراسات التي تم إنجازها على أرض الميدان أسفرت عن بلورة مقاربة جديدة للتنمية الترابية من خلال مشروع للشراكة مع المديرية العامة للجماعات المحلية سيمكن من انخراط قوي للجماعات في مسلسل تنمية الواحات. واكد ان إعادة مركزة البرنامج حول الجماعة المحلية سيشجع الظروف الملائمة لتمكين هذه الأخيرة من القيام بدورها كاملا باعتبارها فاعلا مؤسساتيا وضمان لنجاحها. وقد تم تكريس إعادة المركزة من خلال التوقيع على اتفاقية خاصة بإقليم الرشيدية بين المديرية العامة للجماعات المحلية واللجنة الإقليمية للتنمية البشرية, ليتم بذلك الإعلان عن الانطلاق الرسمي للبرنامج. ويعد برنامج مكافحة التصحر والفقرعبر المحافظة وتثمين الواحات برنامجا موحدا يدمج وزارة الإسكان والتعمير والتنمية المجالية وجهة مكناس تافيلالت وإقليم الرشيدية والمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لتافيلالت ووكالة التنمية الاجتماعية والمعهد الوطني للبحث الزراعي بدعم من مانحين دوليين (برنامج الأممالمتحدة للتنمية والصندوق الفرنسي للبيئة العالمية والصندوق العالمي للبيئة وإمارة موناكو والمنظمة غير الحكومية «»كاري فرانس»» وغيرها). ويقوم هذا البرنامج الطموح على مقاربة تشاورية وتشاركية تسعى لتعبئة مختلف المتدخلين والشركاء حول رؤية استشرافية تدرس المشاكل المطروحة والأعمال التي يتعين القيام بها على أرض الواقع لتوفير الظروف الملائمة من أجل إنعاش فضاءات الواحات التي تعرف حاليا وضعية حرجة. فمنذ1980 , اندثرت حوالي350 ألف من أشجار النخيل بسبب الجفاف في واحات ورزازات وزاكورة والرشيدية ( أي90 بالمائة من الإنتاج الوطني), في حين تعرض ثلثا الواحات المغربية لداء «»البيوض»». ويتعلق الأمر, حسب واضعي المشروع, بالنهوض باستراتيجية تسويقية مسؤولة تشجع مسلسلا للتنوع وإغناء الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية بالمنطقة, انطلاقا من التعبئة والتنسيق بين الفاعلين في التنمية والتأهيل المستمر لمواردها وطاقاتها. وتتوخى المقاربة «» البناء الجماعي»» و»»التضامن الخلاق»» المتأسس على تأهيل الموارد والثروات المحلية. ويتعلق الأمر بمسلسل متعدد الأبعاد يشرك مجموع الفاعلين ( الوحدات الإدارية والسياسية وغير الحكومية والجماعات المحلية والمنتخبين والمجتمع المدني...).