لايزال الوفا الوزير الكوميدي مصرا على إطلاق العنان للسانه الطويل، وهو الخبير بمثل هذا السلوك مادام تدرب عليه في حلقات جامع الفنا بمراكش، ويصر على استعمال اللغة السوقية التي تليق بمستواه، ولا غرو في أن تسمع الرجل الوزير يا حسرة يتحدث ب(نطحانهم) وكأن الأمر يتعلق بلغة رأس الدرب، لغة ساقطة تليق فعلا برجل في شكل ومستوى الوفا. من حيث الموضوع فإن هذا الرجل المائل مازال لم يستوعب فعلا المتغيرات العميقة التي عرفها المغرب، وهو الذي عاش خارج البلاد لمدة 12 سنة ولما عاد من السفارة دخل مباشرة إلى العمارة، الرجل لايزال يعتقد أن مجرد حمل صفة وزير تخيف الناس، لأن هذا كان واقعا معيشا في السابق، الرجل لايزال يستعمل نفس اللغة التي كان يستعملها في الزمن الماضي، بيد أن البلاد عرفت تحولات عميقة، واضح أن الرجل لايزال ينتمي للدستور الماضي الذي تركه معمولا به في البلاد قبل هجرته إلى السلك الديبلوماسي الاضطراري لأسباب عائلية نحن نعرفها، ولما عاد الرجل لم يستوعب أن في البلاد دستورا جديدا ومغربا آخر. ومع كل هذا الإصرار على مبادلة التحدي بالتحدي فإني أقولها بالفم المليان، أتحداك أيها الرجل المائل واسرع إلى نشر والكشف عما تدعيه في شخصي المتواضع وشخص زوجتي أيها الوقح.