يستند مؤلّف كتاب حديث عن لوحة الجيوكوندا الشهيرة إلى 40 رمزًا منفصلًا في خلفية لوحة الموناليزا ووسطها ومقدمتها، ليخلص إلى أنّ صاحبة الصورة قد تكون ناشطة نسوية. بعد 12 عامًا من البحث، أعلن أميركي من تكساس، هوايته تاريخ الفن، أنه اكتشف سر الابتسامة الغامضة على وجه الموناليزا، التي رسم ليوناردو دافنشي صورتها الشهيرة قبل خمسة قرون. ناشطة نسوية؟ يقول وليام فارفيل في كتاب نشره حديثًا بعنوان «السيدة تنطق: كشف أسرار الموناليزا»، إن الجيوكوندا أو الموناليزا، التي عاشت في القرن السادس عشر، كانت ناشطة نسوية، تدعو إلى إناطة دور أكبر بالمرأة في الكنيسة الكاثوليكية. وأوضح فارفيل (53 عامًا)، وهو أستاذ رياضيات سابق، أن الجيوكوندا كانت تحاول توعية الناس بأن القدسالجديدة التي ورد ذكرها في الكتاب المقدس ستُقام «ما أن تعترفوا بحقوق المرأة اللاهوتية». وقال فارفيل إن الموناليزا «قد تكون بيانًا من أجل حقوق المرأة». نظريات كثيرة تنضم نظرية فارفيل إلى نظريات عديدة أخرى، بعضها جاد، وبعضها الآخر نظريات خيالية بشأن لوحة، قد تكون أشهر اللوحات في العالم، التي تستدرج كل يوم أفواجًا من السيّاح لرؤيتها في متحف اللوفر في باريس. ويذكر التاريخ الموناليزا بوصفها أمًا لخمسة أطفال، اسمها ليزا ديل جيوكوندو، ولدت لعائلة أرستقراطية من فلورنسا، وأن زوجها، تاجر الأقمشة والحرير، هو الذي كلف دافنشي برسم صورتها. وعمل دافنشي صاحب لوحة العشاء الأخير على الموناليزا من 1503 إلى 1506، وربما استمر في العمل عليها سنوات بعد ذلك. يقول فارفيل في كتابه، الذي يقع في 180 صفحة، إن دافنشي رسم كل أصحاح في الفصل الأخير من كتاب زكريا في العهد القديم، الذي يتوقع ظهور مجتمع مثالي في مدينة القدسالجديدة، وإنه فعل ذلك ليقول إن على الكهنوت الاعتراف بحقوق المرأة. دلائلها فيها الأكثر من ذلك، بحسب المؤلف، هو أن ليوناردو دافنشي أنشأ وأضاف 40 رمزًا منفصلًا مأخوذة من الفصل الرابع عشر من الكتاب المقدس في خلفية اللوحة ووسطها ومقدمتها. هكذا ينتصب كالفاري وراء كتف موناليزا الأيمن، فيما يظهر جبل الزيتون على الجانب الآخر. وتشير الثنيات على أكمام ردائها إلى النير، أو الى نصوص توراتية واضطهاد المرأة. بنظر دافنشي، فإن فكرة المجتمع المثالي، كما تجسده القدسالجديدة، تستند إلى اعتراف عام بأن للرجل والمرأة خارج الكنيسة حقوقًا مساوية لحقوق الكهنوت. وأضاف المؤلف فارفيل «إن فكرة القدسالجديدة هي السر الذي تعكسه ابتسامتها». افتتان غير مسبوق وما زال الافتتان بلوحة الموناليزا مستمرًا بعد قرون على رسمها. ويذهب بعض الزوار، الذين يقفون أمامها، إلى أنهم أحسوا بإشارات غامضة في عينيها، وقام يابانيون بإنتاج صوتها، فيما توصل طبيب إلى أن مستوى الكولسترول مرتفع في دمها. «وحتى قيل إنها رجل أو إنها بورتريه ليوناردو دافنشي نفسه»، كما نقلت وكالة فرانس برس عن لور فاغنار المتخصصة في فن عصر النهضة في جامعة لييج البلجيكية. وقالت فاغنار: «لا شيء مخفي عنّا، وإن الموناليزا بروتريه امرأة برجوازية، مثلها مثل عشرات البورتريهات في تلك الفترة، وإن كانت قراءتها ربما أصعب من قراءة الأعمال الأخرى». وأضافت فاغنار أن دافنشي فنان كان يضع أفكارًا في عمله، ولم يكن يفعل شيئًا ببراءة. ورغم كل السنوات، التي أمضاها فارفيل في دراسة الموناليزا، فإنه لم يرَها عن قرب في الواقع. وقال إنه لن يتدافع مع الآخرين لرؤية الجيوكوندا، طالبًا من إدارة متحف اللوفر أن تنظم له زيارة خاصة. وأكد «إذا لم يفعلوا ذلك لن أذهب».