لازال فتيل الانتخابات الرئاسية بالجزائرالمشتعل منذ أيام يبعث المزيد من النار و الدخان حيث تجري تحضيرات لعقد ندوة وطنية " من أجل الانتقال الديمقراطي " بعد ترشح عبد العزيز بوتفليقة صاحب ثلاث ولايات على كرسي الحكم بالبلاد منذ سنة 1991 و يلهث وراء الفوز بعهدة رابعة رغم حالته الصحية العليلة. و يجري التحضير لهذه الندوة الوطنية من طرف ائتلاف متكون من 18 عضوا يضم المقاطعين، حركة مجتمع السلم وجبهة العدالة حركة النهضة الاسلامية ومن العلمانيين التجمع من اجل الثقافة والديمقراطية وحزب جيل جديد بالإضافة الى رئيس الحكومة الاسبق المنسحب من الترشح للانتخابات احمد بن بيتور بعدما تم الإمضاء على محضر تنصيب اللجنة السياسية المكلفة بمجريات هذه الندوة بمقر تعاضدية عمال مواد البناء بزرالدة يوم 22 مارس الجاري . و في هذا الشأن جاءت ردود فعل بعض أعضاء هذا قوية حيث تناقلت بعض وسائل الإعلام تصريحات محمد ذويبي رئيس حركة النهضة الذي قال فيها : " كل المؤشرات تدل على ان هذه الانتخابات محسومة سلفا و الدولة بكاملها مجندة من اجل الرئيس المترشح لانتخابات 17 أبريل " مضيفا حسب ذات المصادر " وصلنا الى طريق مسدود من الناحية السياسية والاجتماعية ويجب ان نفتح افاقا جديدة ". أما رئيس حركة مجتمع السلم عبدالرزاق مقري فقال : " الائتلاف لا يكتفي فقط بالمقاطعة ولكن يحمل مشروعا بديلا لفشل النظام الحالي " فيما ذهبت أقوال رئيس حزب جبهة العدالة والتنمية عبدالله جاب الله إلى أنه " ليس هناك فصل بين السلطات والدستور ركز كل الصلاحيات في يد رجل واحد هو رئيس الدولة دون ان يضع هيئات للرقابة " مضيفا في لقاء بالجزائر "نحن في حاجة الى ندوة وطنية من اجل الوفاق حول تعديلات دستورية تضمن الديمقراطية " هذا و دعت تنسيقية الأحزاب و الشخصيات المقاطعة للانتخابات المرشح الحر علي بن فليس الانسحاب من رئاسيات 17 أبريل لكون " مشاركة علي بن فليس في الانتخابات الرئاسية تمنح مصداقية كبيرة لها، ونؤكد على أن دخوله في هذه الانتخابات تزكية لها، نظرا لمصداقيته وإمكانياته المعروفة ووزنه السياسي، لذلك نحن نطالبه بالانسحاب من الانتخابات نهائيا والانضمام إلى صفوف الساعين من أجل إرساء ديمقراطية حقيقية في الجزائر، وبالتالي التأكيد على عدم حياد الإدارة ومؤسسات الدولة " كما على لسان الهاشمي جعبوب عضو اللجنة السياسية للتحضير للندوة على سؤال حول الهدف من دعوة بن فليس للانسحاب من الانتخابات ضمن حوار معه نشرته جريدة " الجزائر نيوز ". مقابل هذه الحراكات التي جاءت متواترة و في أول يوم من الحملة الانتخابية لهذه الانتخابات التي يتنافس على كرسي رئاسة الجزائر خمسة مرشحين، وعد عبد العزيز بوتفليقة بإصلاحات دستورية من شأنها توسيع الديمقراطية التشاركية كما جاء على لسان مدير حملته الانتخابية عبد المالك سلال عند حديثه أمام حوالي 1000 مواطن جزائري بمدينة أدرار الصحراوية مضيفا أنه " ابتداء من 2014 سيتغير النظام الدستوري الجزائري من اجل ديمقراطية تشاركية " فيما كان قد وجه بوتفليقة رسالة إلى الشعب الجزائري نشرتها وكالة الأنباء الجزائرية الحكومية و مما جاء فيها أن " مشاكله الصحية لا تعني عدم اهليته لولاية رئاسية رابعة " و أن " الصعوبات الناجمة عن حالتي الصحية البدنية الراهنة لم تثنكم على ما يبدو عن الإصرار على تطويقي بثقتكم واراكم أبيتم إعفائي من أعباء تلك المسؤوليات الجلى التي قوضت ما قوضت من قدراتي ".