في سابقة غير معهودة إنشغلت أغلب الصحف الفرنسية بتداعيات توتر العلاقات بين باريس والرباط على خلفية الشكايات التي رفعت في حق مدير مراقبة التراب الوطني، وتصريحات نقلها ممثل إسباني قال إنه سمعها على لسان السفير الفرنسي بواشنطن. صحيفة "لوموند" قالت أن العلاقات بين البلدين تمر في الآونة الأخيرة بفترة برود غير مسبوقة، بعد تنديد المغرب، الأحد 23 فبراير، بتصريحات في حق المملكة نقلت عن مسؤول دبلوماسي كبير فرنسي، "وذلك في عز برود دبلوماسي بين باريس والرباط حول الشكايات التي تم وضعها بفرنسا ضد مسؤول مغربي عن التصدي للتجسس". واختارت مجلة "لونوفيل أوبسيرفاتور" نشر مقال على موقعها الإلكتروني يبرز الأحداث التي ساهمت في إذكاء التوتر بين باريس والمغرب. المجلة اعتبرت أن العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وفرنسا، التي كانت دائما جيدة، تمر في الوقت الراهن بمرحلة حرجة، واعتبرت أن آخر فصول هذا التوتر إرجاء الزيارة التي كان سيقوم بها المبعوث الخاص لفرنسوا هولاند، نيكولا هيلو، للرباط يومي الاثنين والثلاثاء. من جانبها اعتبرت صحيفة "لوفيغارو" أن الشكايات الموضوعة ضد مدير مراقبة التراب الوطني، عبد اللطيف حموشي، بباريس جعلت العلاقات بين فرنسا والمغرب يصيبها فتور شديد، وهو ما استدعى تدخل الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند من خلال إجراء اتصال هاتفي بالملك محمد السادس مساء الاثنين. واعتبرت الصحيفة أن العلاقة ليست في أفضل حال بين الحليفين اللذين تجمعها روابط قوية. "إن العلاقات الدبلوماسية بين فرنسا والمغرب، التي تكون في العادة مؤطرة على نحو جيد، تمر حاليا بفترة حرجة"، كما جاء في مقال "لوفيغارو"، الذي أبرز أن تصاعد التوتر يوم الاثنين دفع فرنسوا هولاند لإجراء اتصال هاتفي مع الملك محمد السادس وذلك لتقديم بعض التوضيحات. من جانب آخر، توقفت "لوفيغارو" عند العلاقات الثنائية القوية التي تجمع فرنسا بالمغرب، إذ أوضحت أن باريس هي الشريك التجاري الأول للرباط، بحجم مبادلات تجارية وصل ل 8 مليارات أورو خلال 2012. كما أوضحت الصحيفة أن العلاقات الإنسانية والثقافية جد متعددة بين البلدين، وهو الأمر نفسه الذي ينسحب على عدد الزيارات الرسمية التي يقوم بها المسؤولون الفرنسيون إلى المغرب، التي تظل أبرزها زيارة الدولة التي أجراها فرنسوا هولاند شهر أبريل 2013. وحتى الصحافة البلجيكية دخلت على الخط حيث أوردت صحيفة "لوسوار" البلجيكية مقالا للرأي حول "غضب المغرب الكبير من صديقته فرنسا"، تحدث فيه الكاتب "بودوين لوس" عن إمكانية نشوب أزمات دبلوماسية لم يكن يرغب أي أحد في أعلى هرم السلطة في ظهورها. من جاتبه تأسف الكاتب عن النزاع الذي نشب أخيرا، خصوصا أن البلدين، جد قريبين من بعضهما، وتجمعهما صداقة قوية.