توفي عشية الجمعة 21 فبراير الجاري أحد مروضي الثعابين بساحة جامع الفنا متأثرا بسم أفعى لدغته حيث لم تنفعه معها عملية مصه لسمها وهي الطريقة التي اعتاد مروضو الأفاعي بجامع الفنا القيام بها مما تسبب في لفظه أنفاسه عند وصوله إلى مستعجلات مشفى ابن زهر (المامونية ). والجدير بالذكر أن حوادث تعرض المروضين للأفاعي تتكرر بالساحة وقد كانت وراء بتر بعض أعضاء المروضين او التسبب في وفاتهم. الحادثة المؤسفة التي أودت بحياة المروض أعادت إلى بساط النقاش ما يشكله تزايد حلقات ترويض الأفاعي بالساحة بشكل ملفت بعدما كانت حلقات «عيساوة « كما هي معروفة لدى المراكشيين لا تزيد عن اثنتين قبل نهاية العقد الأخير من القرن الفارط ، ذلك التزايد الذي غدا يزيد من توسع المخاطر على زوار الساحة -المغاربة والأجانب – خاصة أن العديد من أولئك المروضين لا يترددون في لف أعناق سائحين بتلك المخلوقات التي تثير الرعب في نفوسهم ، في الوقت الذي يستطيب قليل منهم ذلك ويسعد بالتقاط صورة له وعنقه مطوق بأفعى او حنش لا يؤمن رد الفعل الذي يمكن أن يصدر منهما في أي لحظة. المغامرة بسلامة زوار الساحة وإن كانت حتى الآن تمر بسلام ويستطيع عقبها أولائك المروضون المغامرون كسب دولارات وأوروات أو دراهم دون مشاكل ، أصبحت تستدعي الكثير من الاحتراز والعمل بالقولة المأثورة «ما كل مرة تسلم الجرة» وتستدعي من الجهات المسؤولة العمل على تفادي عواقب مثل تلك المغامرات التي غدت بمثابة أمور عادية بالساحة يدخل في بابها أيضا وضع القرود التي قد تكون مصابة بأمراض فوق أعناق السياح. والجدير بالذكر أن غياب تنظيم الساحة، وغياب إخضاع إقامة الحلقات لضوابط يسهر عليها قائمون من رواد الحلقة مكن العديد ممن كانوا يجتمعون في حلقة واحدة من الاستقلال بذواتهم واتخاذ رقعة بالساحة لعرض ثعابين بشكل يثير الفزع علما بأنه في بحر السنة الماضية كانت حية قد خرجت عن دائرة حلقة صاحبها في غفلة منه، وزحفت بالساحة وهو ما أثار ذعر العديد من الزوار الذين كانوا متواجدين من مكان زحف الأفعى. ويذكر أنه حدث أن نصبت إحدى الجمعيات الأجنبية نفسها للدفاع عن حقوق تلك الزواحف التي تستغل من طرف مروضيها بالساحة حيث طالبت تلك الجمعية بالتدخل لحماية تلك المخلوقات مما تتعرض له من سوء معاملة في الصيف والشتاء وهو ما لقي استهجانا حينذاك من طرف عيساوة بالخصوص، ومن جهات أخرى رأت في ذلك مسعى لوقف باب رزق أناس على حد تعبيرها.