.... من يقرأ الأحاديث الصحفية المكثفة التي خرج بها السيد حسن الفزواطي الكاتب العام للمجموعة الوطنية للهواة هده الأيام، لا بد أن يخال أن الرجل قد أصيب فعلا في كبريائه ، إلى حد دفعه إلى تقديم استقالته من منصبه وترك الجمل بما حمل ... لكن الشيء الغريب حقا في تصريحات السيد الفزواطي هو أنه خرج للتو للتأكيد على أن بطولة الهواة مليئة بالتلاعبات في النتائج ، وسوء النيات من خلال الكيل بمكيالين ، وسوء تطبيق القوانين بل وتركها جانيا ، ضاربا في ذلك مثلين بمباراتي التكوين المهني الذي كان منهزما في إحدى مبارياته في آخر الموسم ، لكنه خرج في النهاية فائزا بسبعة أهداف ، ومباراة شباب العرائش والقصر الكبير التي أجريت بسوق أربعاء الغرب ، زاعما أنه منذ ذلك الوقت وهو يطالب بفتح تحقيق في هاتين المباراتين وما عرفتاه من تلاعب ، ومتأسفا عن الوضع المتردي الذي أصبحت تتخبط فيه مجموعة الهواة.... وكما يقول إخواننا المصريون « خذ أسفك معاك يا خويا» ... فلو كان السيد الفزواطي قد أحس فعلا بأن الوضع أصبح مترديا في مجموعة الهواة لما انتظر كل هذا الوقت ، ليخرج الآن بتباشيره ، أو بما أسماه التردي ، ولكان قد أقام الدنيا ولم يقعدها لأن في الأمر خللا يجب الوقوف ضده ، ولكان الجميع قد وقف إلى جانبه ضدا على الفساد الذي ينخر جسد كرة القدم الوطنية من جذورها في بطولة الهواة ، ولخرج بدون شك بطلا فريد زمانه ، لأنه استطاع أن يقف أمام العبث وأمام العابثين وكل المتسببين في تأخر كرتنا ، ولكانت مختلف وسائل الإعلام الوطنية قد جعلت منه رجل الكرة الذي لا ولن تغرب عنه الشمس .... وأما وأن السيد الفزواطي أحس بأن الجامعة « سمرت « آخر مسمار في نعش كل ذلك القيل والقال حول نظام البطولة والصعود والنزول ، بالإبقاء على أربعة أشطر مع خفض عدد الفرق من 14 إلى 12 ، وهو الأمر الذي ذهب بفريق السيد الفزواطي إلى القسم الثاني هواة... يعني أنه لو لم تأت الفأس في الرأس لما كان الرجل قد ملأ الدنيا صراخا ، ويعني كذلك أنه ليس حقا ضد كل أشكال التلاعب والتردي اللذين يغلفان بطولة الهواة ، وإلا فما معنى أن «يضربها بسكتة» ولم تملأ صوره وأحاديثه الصحفية الجرائد الوطنية على النحو الذي عليه الآن... فلو كان كل الذين يتحملون مسؤولية التسيير الرياضي ببلادنا بصفة عامة والكروي بصفة خاصة ، يثورون حقا في وجه كل أشكال التلاعب والتزوير في نتائج مبارياتنا الوطنية بمختلف أنواعها الرياضية ، ويقفون صامدين أمام المتلاعبين والغشاشين والمتسلطين ، وكل الذين يعيثون الفساد ، لكنا خير أمة رياضية في العالم ، ولما كنا كل عام نجد أنفسنا حيث كنا العام الذي قبله ، هذا إذا لم نتراجع إلى الوراء ، ولعل نتائجنا الرياضية التي نحصلها أمام أقراننا لتؤكد المكانة التي نحتلها وسط قارتنا السمراء وعربيا ودوليا. أخيرا من حق السيد الفزواطي أن يغضب لكن ليس الآن لأنه واحد ممن صنعوا ما هي عليه بطولة الهواة ببلادنا الآن...