أثار اللقاء الذي جمع وفدا إسرائيليا مكونا من أساتذة وطلاب جامعيين بنشطاء أمازيغ من ضمنهم الحقوقي احمد عصيد خلال الأسبوع الأخير من شهر غشت المنصرم ردود فعل متباينة، بعضها اعتبر اللقاء يدخل في مبادرات للتطبيع مع العدو الصهيوني. وصرح أحمد عصيد الفاعل الأمازيغي لجريدة »العلم« أن التطبيع شعار يطبعه الغلو الإيديولوجي والتطرف والرغبة في ممارسة الوصايا على الآخرين في موضوع اختلاف حوله في العمق. وأضاف عصيد أن المشكلة هي أنه ليس هناك اتفاق موحد حول هذا المفهوم، لأن القوميين وتيار الإسلام السياسي يعتبرون كل تعامل مع الدولة الاسرائيلية ومؤسساتها السياسية والعسكرية، ولهذا فكل اللقاءات التي تتم مع يهود قادمين سواء من إسرائيل أو من كندا أو أوربا لا تدخل في باب التطبيع، والمس بالقضية الفلسطينية. وأكدفي هذا الإطار على تثمين روابط الاتصال والتواصل مع الجالية المغربية اليهودية سواء في إسرائيل أو في كل بلدان العالم لأن هؤلاء،على حد تعبير عصيد، مغاربة احتفظوا بشعور الانتماء إلى هذا الوطن. واستنكر ما وصفه بالأساليب غير الشريفة التي يتم عبرها احتكار القضية الفلسطينية. وأشار (حسب تصريحه) إلى ما يهدف إليه تيار الإسلام السياسي المرتبط، كما قال بالحزب الأغلبي في الحكومة. وذكر أن البعض يريدون إثارة زوابع فنجانية للتغطية على الفشل في عمل الحكومة ومحاولة إلهاء المغاربة بأمور ثانوية عن جوهر الموضوع الذي هو إفلاس الحكومة في تدبير الشأن العام. من جانبه قال أحمد ويحمان رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع في تصريح لجريدة »العلم« إن النائب البرلماني الاستقلالي عبد الله البقالي قبل أيام طرح سؤالا على وزير التجارة والصناعة حول التطبيع، وحول تصاعد الاختراق الصهيوني للمغرب في المدة الأخيرة، وكان جواب الوزير هو أن الحكومة المغربية لا تقيم أية علاقة مع العدو الصهيوني. وأوضح ويحمان أن الواقع شيء آخر، معتبرا أن الإشكال أو السؤال مرتبط بالسيادة المغربية، وذكر رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع أن وزير الخارجية سبق أن أكد أنه لن يؤشر لأي صهيوني بالدخول إلى المغرب، وتساءل ويحمان عمن يعطي التأشيرات، ويسلمها لهؤلاء الصهاينة. واعتبر ذلك مفارقة عجيبة، وقال إن السيادة المغربية الآن على المحك، وتساءل أيضا عن دور وزارة الخارجية مؤكدا أن ما سماهم بالمتصهينين هم قلة قليلة ولا يمثلون الشعب المغربي، مذكرا بالمسيرات المليونية التي تنظم في المغرب للتضامن مع الشعب الفلسطيني وقضيته المشروعة، ونبه إلى ما وصفه بالاختراق الصهيوني على مستويات عديدة للسياسة المغربية. ويذكر أن الوفد الإسرائيلي الذي زار المغرب أخيرا مكون من 18 طالبا وأساتذة جامعيين، وهم من أصول مغربية وزيارتهم إلى المغرب جاءت في إطار رحلة سياحية ثقافية، زاروا خلالها مدنا مغربية كالرباط وفاس ومكناس والراشيدية ومرزوكة وتنغير ومراكش والبيضاء ودامت رحلتهم 10 أيام.