عاد التشويق و الغموض ليلف الظروف الحقيقية لمقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن قبل سنتين ، بعد أن تحدى الحارس الشخصي السابق لبن لادن و رفيقه لفترة ، الرواية الرسمية للبيت الأبيض و فندها بالمرة . و موازاة مع الرواية الصادمة لحارس بن لادن زادت محكمة اتحادية أمريكية في فتح أبواب الألغاز بعد رفضها قبل أيام لطلب بنشر صور في حوزة الحكومة الأمريكية توثق للرواية الرسمية لمقتل زعيم القاعدة . لنعد تركيب الروايتين معا : في الثاني من ماي لسنة 2011 خاطب الرئيس الأمريكي باراك الرأي العام الدولي مؤكدا أن فرقة خاصة من المارينز قامت بقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في عملية عسكرية قرب إسلام آباد. بعد عملية مداهمة دامت 40 دقيقه شاركت فيها مروحيات وعلى متنها حوالي 25 جندي أمريكي وبعض عناصر المخابرات الباكستانية على قصر كان يختبيء بداخله بن لادن بابيت اباد بباكستان. وقد قتل بن لادن حسب الرواية الرسمية للحادث برصاصة في رأسه بعد اشتباك خاطف بينه ومعه زوجته مع عناصر القوات الأمريكية حيث قتلته وأصابت زوجته. مؤسس تنظيم «الجهاد المصري» نبيل نعيم، رفيق زعيم تنظيم القاعدة السابق في أفغانستان كشف قبل أيام رواية مغايرة قائلا : «إن أسامة بن لادن لم يقتل على يد القوات الأمريكية كما روجت واشنطن، وإنما انتحر لحظة الهجوم عليه بتفجير حزام ناسف كان يضعه طوال الوقت حول خصره». الحارس الشخصي السابق ل «أسامة بن لادن»، قال أن زعيم تنظيم القاعدة قام بتفجير نفسه بواسطة حزام ناسف، ولم تتمكن قوات الجيش الأميركي من قتله كما ادعت، موجهاً تهمة «تضليل الشعب الأميركي» إلى الرئيس «باراك أوباما»، وواصفاً الرواية الأميركية باغتيال «بن لادن» وإخفاء جثمانه في البحر بال»خرافات». نعيم الذي رافق بن لادن لفترات أكد أن ما يقوله «ليس استنتاجاً، وإنما معلومات مؤكدة حصل عليها من زوجة أحد مرافقي بن لادن من الجهاديين ممن قتلوا في الهجوم، وقد زارته في مكتبه بالقاهرة، ووعدت بالإعلان عن القصة كاملة عندما تكون الظروف موائمة». وأضاف نعيم أن الرواية الأمريكية لما حدث مع بن لادن «مفبركة من ألفها إلى يائها، والعالم سمع لرواية واحدة هي التي يريدها الأمريكيون أن تسود، وصحيح ما حدث أن مقاتلاً من (القاعدة) وصديقاً سابقاً لابن لادن أفرج عنه في معتقل جوانتانامو، فطار إلى الكويت للقاء شقيقه، ومنها إلى أفغانستان، فتابعته الأجهزة الأمنية الأمريكية، واكتشفت حرصه على التحرك لمسافات معينة داخل أفغانستان من دون موبايل، ورصدت شراءه كميات هائلة من الطعام والمؤن وتوجهه لنقطة معينة كل 40 يوماً، فأشاع الأمريكيون خبر انتشار وباء الجدري بين أطفال المنطقة التي تقع بها هذه النقطة، وطالبوا بتطعيم الأطفال، وتمكنوا عبر تحليل الحمض النووي «دي إن أيه» لسكان المنطقة من معرفة أن ابن لادن موجود بينهم، فداهموا بيته بحملة برية جوية متزامنة، فرد عليهم هو بتفجير نفسه لحظة الهجوم». وروى نعيم عن ذكرياته مع ابن لادن، حيث عاش معه 15 يوماً أثناء حصار مدينة «خوست» في مطلع الثمانينيات، وشهراً كاملاً في بيشاور عام 1995، وأسبوعاً في فيلا ابن لادن بالعزيزية أثناء أداء نعيم العمرة عام 1989، و10 أيام في السودان في الفترة نفسها. وأضاف أن «هناك فرقاً جوهرياً بين ابن لادن والزعيم الحالي لتنظيم القاعدة أيمن الظواهري، الذي يعرفه أيضاً، فالأول يصنع رأيه بنفسه ويملك الذكاء الفطري، بينما الأخير - أي الظواهري - يسير وراء رأي الآخرين». وفي موضوع ذي صلة رفضت قبل عشرة أيام محكمة استئناف اتحادية أميركية - بحكم صدر بإجماع قضاتها الثلاثة- طلبا لنشر صور التقطت لزعيم تنظيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن عقب مقتله في عملية عسكرية أميركية خاصة قرب العاصمة الباكستانية إسلام آباد في الثاني من مايو 2011. وقضت محكمة الاستئناف الاتحادية لمنطقة كولومبيا بأن الحكومة الأميركية صنفت بشكل ملائم ما يزيد على خمسين صورة التقطت لزعيم تنظيم القاعدة الراحل عقب مقتله، وأنها ليست في حاجة لنشرها. وكانت مجموعة _جوديشال ووتش_ القانونية المحافظة ومقرها واشنطن، تقدمت مطلع العام الجاري إلى المحكمة بطلب الإفراج عن صور بن لادن بموجب قانون حرية المعلومات. وقد دافعت حينها إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما أمام هيئة المحكمة عن رفضها نشر أكثر من خمسين صورة لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن بعد مقتله بغارة نفذتها قوات خاصة أميركية في مايو 2011، وبررت موقفها بحماية الأمن القومي . ونظرت هذه المحكمة في دعوى قضائية بخصوص ما إذا كان يتعين على الولاياتالمتحدة أن تنشر صور مقتل بن لادن بموجب قانون حرية المعلومات الصادر عام 1966، ويكفل للجمهور الوصول إلى بعض السجلات الحكومية. وأشارت حكومة باراك أوباما إلى استثناء في تطبيق هذا القانون يشمل الوثائق المصنفة سرية لصالح الدفاع الوطني. وتؤكد الحكومة الأميركية أن لديها 52 صورة فوتوغرافية أو لقطة فيديو لم تنشر بعد عن الغارة التي وقعت في مايو 2011 وقتل فيها بن لادن بعد أكثر من عشر سنوات من البحث عنه، وتظهر الصور زعيم القاعدة ميتا بمنزله في إبت آباد بباكستان ونقل جثمانه لسفينة أميركية وألقي بعد ذلك في البحر. وطبقا لأوراق قضائية، فقد التقطت بعض الصور كي تتمكن وكالة المخابرات المركزية من إجراء تحليل للتعرف على وجه بن لادن.