شعار الصحة للجميع يجب أن يكون بالتنفيذ والتنزيل وليس بالشعارات الجوفاء والكلام المنمق المعسول الذي يتغنى به السياسيون والغارقون في حمأة الحملات الانتخابية على الدوام لاقتناص أصوات الناخبين بالتحايل والكذب ولو على حساب صحة الناس المقهورين لو كان ما يقال في وسائل الإعلام الرسمية عن تطور الخدمات الصحية صحيحا ومترجما إلى أرض الواقع ويلمسه الناس في المستشفيات والمراكز وقاعات الفحص لكانت الأمور بخير ولرضي المرضى والأصحاء عن العطاء والمعالجة ولأذهب الله أمراضهم بمباشرة الأسباب ولكن مادام أن ما يقال عن الإصلاحات الصحية والطفرات المحدثة في هذا المجال هي مجرد كلام عابر ومنمق يروجه السياسيون في الحكومة وتلوكه الألسن للطمأنة وتسكين الأوجاع بالمهدئات الكلامية التي لا تفيد أمام مشكلات مختلفة وصحة متدهورة وأمراض مزمنة وأخرى ظرفية تنخر الأجسام وتؤلم الأعضاء والجوارح وتصيب النفوس بحالات من الكآبة والهموم والغموم كما تدمي القلوب بنوبات مرضية حادة ترفع من درجات الضغط الدموي إلى مستوى يكاد يمزق العروق ويشل الحركات أو إلى مستوى منخفض ينذر بحلول الموت البطيء على أن يأتي الآخر في الأجل المحدد فكم من مواطن جره المرض إلى دق أبواب المستشفيات لالتماس العلاج والظفر بإسعافات أولية فخاب ظنه ورجع بخفي حنينا وهو لا يلوي على شيء ليستسلم لآلامه وأمراضه ، وكم من آخر حالته محرجة اصطدم بطمأنة ضرب الموعد إلى أجل غير مسمى وكم من آخر أصطدم بطمأنة ضرب موعد الرجوع ليظفر بيوم لموعد مجهول وكم من آخر يئس من المستشفيات العمومية فأحيل على الأخرى التي تلسع لسع العقارب وتلدغ لدغة الأفاعي وتفرغ الجيوب من كل محتوياتها المالية والعيادات والمصحات الخاصة هذه الأخرى التي تقدم إسعافات باهظة الثمن وخيالية غير مقبولة وفي حالة ما إذا كان المرض مستعصيا يخضع المريض لمدة من النعاس المستيقظ في المصحة لإجراء التحاليل وتشخيص المرض لتقديم العلاج في نهاية المطاف وبعد أسبوع أو أكثر يقال لأسرته خذوا مريضكم واذهبوا بهذه إلى بيته ليموت هناك فصحته ميئوس منها وسيفارق الحياة بعد أيام ويبقى بيت القصيد هو أداء مبلغ مالي خيالي فتجد الأسرة نفسها أمام واقع مر لا مفر لها منه وهي تندب حظها فلا مالها بقي ولا مريضها استرد عافيته وما عليها كما قيل لها إلا الاشتغال بتجهيز الميت والاحتماء بكلام رب العالمين وتلقين مريضهم الشهادتين وقراءة يس عند رأسه كما جرى لرجل من حي أناسي بسيدي مؤمن والموجود بكثرة في المستشفيات وهذه خدمات مشكورة هي قياس دقات القلب والضغط الدموي وأما الحوامل فلا تسأل عن حالهن في بعض المستشفيات ولو أن الخدمة تطورت ولم تعد كما كانت في السابق فإن الحوامل يجدن صعوبات في أكثر من مرة ولا سيما في الحالات التي يقال عنها مستعصية أو أن الولادة تكون عسيرة أو المخاض يكون شاقا أو النفاس يكون من شكل خاص مثل ولادة التوائم والولادة قبل 9أشهرأو بعد هذه الأشهر ولو بقليل والولادات غير العادية والمواليد ناقصي المدة هذه الحالة التي تحتاج إلى عناية خاصة ومركزة باحتضان الجنين إلى فترة في قارورة صحية لاستكمال المدة وتمكين الجنين من النمو والزيادة بالمعالجة الطبية والأدوية النافعة في مثل هذه الحالات حتى يتعامل معه وكأنه لا زال في بطن أمه ففي هذه الحالات يقال لبعض الأسر القارورة غير موجودة وعلى الأسرة أن تأتي بها مهما كلفها ذلك من ثمن والأدهى والأمر أن الأسرة المعنية تكون في معظم الأحيان مسحوقة وفقيرة وتعيش في براكة ولا حول لها ولا قوة ولا حيلة لها في هذا الأمر كما جرى هذه الأيام لأحد المواطنين ويسمى حمزة الحنصالي وزجته تسمى هند خلفي هذا الأخير الذي رزق بتوأمين أنثى وذكر ولم يعش منهما أحد وقد تمت الولادة بمستشفى المنصور بسيدي البرنوصي ماتت البنت في اللحظات الأولى من الولادة وبعد أيام توفي الولد بسبب انعدام القارورة لأن الأب الوالد لاقدرة له على شراء القارورة وأكياس الصيانة للأجنة لأنها كما قيل للأب غير متوفرة داخل هذا المستشفى وبالرغم من أن التوأم الذكر بقي داخل المستشفى يصارع من أجل الحياة وبالرغم من أن الأطباء قد قاموا بمحاولات جيدة لإنقاذ هذا المولود فإن الوفاة كانت أقرب وأسرع لانعدام وسائل العلاج ليلتحق هو الآخر بأخته أما الأم الوالدة المكلومة الجريحة فقد بقيت في المستشفى أياما معدودة لتلقي العلاج وقد غادرت المستشفى في صحة لا بأس بها لتلتحق ببراكتها القابعة في إحدى الدواوير العشوائية بجماعة الشلالات أما الأب فقد ذرف دموعا كالحجرلاقيا اللوم على الفقر وقلة اليد وتهاون مصالح الصحة في هذا الأمر وهنا لابد من التنويه بالطاقم الطبي الذي بجهوده الخاصة قد أنقذ الأم من موت محقق والشكر موصول لكل الأطباء والممرضين الذين لالوم عليهم مادام أن الوسائل غير موجودة وإلى جانب هذه النواقص نسمع عن الصحة للجميع وصحتنا بخير والمساعدات الطبية واستفادة الناس منها والأسرة متوفرة في المستشفيات والخدمات الصحية بالمجان ودور الولادة وقاعات الفحص موجودة بوفرة والفحص بالأشعة والسكانيرفي المتناول وتخفيض سعر ثمن الأدوية المعالجة للأمراض المزمنة هي الأخرى متوفرة واتخذت الإجراءات في شأنها للتخفيض وزد ما شئت من الشعارات البراقة والمسيلة للعاب المكتوين بالأمراض المختلفة وهي شعارات مغرية ومسلية ومنومة من يسمع عنها في وسائل الإعلام الرسمية والأجوبة الوزارية في البرلمان يطمئن ويرتاح وينام على جنب الراحة لكن من قدر الله عليه أن تطأ رجلاه المستشفيات أو يصاب ببعض الأمراض يصطدم بواقع أحلاه مر ويرى من المعاناة والمحن والذهاب والإياب والطلوع والهبوط والانتظار الطويل والمواعيد غير المنتظمة للظفر بعرض نفسه على بعض الأطباء ما يضاعف من حجم هذه الأمراض وينميها ويشيعها وينسيه نفسه ويلجئه إلى ملازمة الفراش والتداوي بالأعشاب بطريقة عشوائية تكون لها مضاعفات أخطر على الصحة من المرض الأول وحتى لا نكحل الأعين بغير الأسود ولتجنب إصابتها بالبياض الذي يعمي وحتى لا نكون متشائمين أو جاحدين للنعم أو منكرين للجهود المبذولة في مجال الصحة وإنقاذ حياة الناس فلا بد من الإشادة بالأعمال والخدمات التي تقدم والإصلاحات التي عرفتها المنظومة الصحية وإجهاد الأطباء الأخيار أنفسهم في سبيل إسعاد الناس في كل من المركز الاستشفائي ابن رشد و20غشت والمنصور بسيدي البرنوصي ومراكز أخرى بمدينة الدارالبيضاء فلا بد من الإشادة بهؤلاء الجنود من أطباء ومساعدين ودكاترة وممرضين وإداريين الذين يبذلون قصارى الجهد والتفاني في الخدمة لأداء الواجب الوطني بتقديم المساعدات اللازمة ومباشرة كل الحالات المعروضة على أنظارهم لكن قلة الأدوية والتجهيزات الطبية وغياب المجانية يحول دون أداء هذه المهمات على أحسن ما يرام وهذا ما يجب أن تفكر فيه وزارة الصحة والحكومة بصفة عامة لإيجاد الحلول حتى تكون الصحة للجميع بالفعل والتنزيل والتطبيق والتنفيذ وليس بالكلام المنمق والمعسول والشعارات الجوفاء التي تشبه السراب والتي تبيت الناس أغنياء وتصبحهم فقراء ونحن ليس من عاداتنا ولا من شيمنا أن نحرج الناس أو نكلفهم بما لا طاقة لهم به وإنما نريد وهذا من الواجب أن نشير إلى هذه النقائص الموجودة لتكمل على قدر الحال بدون الضغط على المواطنين بكلام ثقيل وغليظ مغري لا وجود له على أرض الواقع ولنا الأمل في الإصلاح ونحن نحسن الظن بالناس وبالمصلحين ذوي النيات الحسنة الذين لا يدخرون أي جهد في إسعاف الناس ومساعداتهم بترشيد الوسائل الصحية الموجودة لفائدة المرضى والأصحاء ولسان الحال ينشد ويردد للتفريج والتنفيس : ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل !! وما أصعب الداء على النفوس لولا وجود الدواء ووسائل العلاج!! والله المستعان وهو الشافي والكافي .