قالت الرسامة البريطانية المسلمة سارة مابل، إن التهديدات بالقتل التي تلقتها مؤخرا لن توقف معرضها ولا مشروعها الفني الذي يتحدث عن تناقض الثقافتين الغربية والإسلامية، مشيرة إلى أن هدفها من إقحام الجنس والخنزير في رسوم وصور لها، وهي تصلي، هو التأكيد على أن إيمان المسلم يكمن في قلبه وليس فقط في شكله الخارجي، مؤكدة أن ربط الجنس بالاسلام في لوحاتهاهو « فن مثير وليس إباحيا » يتحدث عن التناقض بين ثقافتين . تهديدات.. ورسوم متنوعة وكانت سارة مابل تلقت تهديدات بالقتل عبر البريد الإلكتروني بسبب «رسومها المسيئة للإسلام»، وقال العاملون في معرض «سالون» الذي تعرض فيه سارة مابل أعمالها في لندن إنه تم تحطيم الواجهة الزجاجية الأمامية للمعرض وسارة مايل من أب بريطاني وأم كينية مسلمة وتقول إنها منذ البداية اختارت أن تكون «مسلمة صالحة»، وعندما كبرت واجهت مشكلة أن تكون مسلمة وتعيش في مجتمع غربي. وأدانت جمعيات إسلامية في بريطانيا معرض «سارة مابل»، معتبرة أنه جاء في ظروف غير طبيعية يعيشها المسلمون، كما نددت الجمعيات باللجوء إلى العنف وتحطيم واجهة المعرض داعية للتريث قبل اتهام إسلاميين. وتتنوع أعمال سارة، التي تعرض في عواصم عالمية، بين الصور التي تلتقطها لنفسها والرسوم لها و للآخرين. ومن رسومها امرأة محجبة تمسك بخنزير، وأخرى تدخن وقد بدت على عينها آثار الضرب، وواحدة وهي تصلي فيما تضع أذني أرنب على رأسها وأحيانا تركع خالعة الحجاب، وفي صور أخرى تبدو شبه عارية تقوم بعمل ما تؤديه في صورة أخرى وهي ترتدي لباسها. وفي لوحة أخرى قدمت نفسها وهي ترتدي حجاب أمها ثم بدا الصدر مكشوفا قائلة إنه لعارضة الأزياء البريطانية كيت موس، ثم تظهر في رسم آخر وهي محجبة وتحمل بطيختين في مغزى مثير .سارة: لن أتراجع وقالت سارة مابل، في حديث خاص مع «العربية.نت»، إن التهديدات لن تجبرها على وقف مشروعها الفني، ولن توقفه حتى تنجز ما تريده من التعليق على الثقافات المتعارضة، مشددة على أن توقفها سيعرض مبادئها كفنانة للمساءلة من قبل الناس، وأنها مقتنعة بأن معظم الآراء كا نت إيجابية. وردا على سؤال حول دوافعها لرسم لوحات تمزج فيها بين الجنس والدين، أجابت سارة « أمزج الجنس بالدين لأني كنت أشعر دائما بأن الجنس شيئ محرم، وتعلمت مبكرا أن الجنس شيئ مخجل ومشين وذلك بسبب ثقافتي، وأنا أتساءل الآن لماذا الجنس من المحرمات في الثقافة الاسلامية في الوقت الذي يتحدث القرآن عن هذا الأمر ويعتبره حقيقة في الحياة». وتضيف «أنا أيضا أربط ما بين الثقافتين في الغرب والشرق ، وأعتقد أنه يتم النظر إلى الحرية الجنسية على أنها أمر غربي، ووسط ذلك تأتي أعمالي باعتبارها فنا نسويا يناصر المرأة، وأنا اقول في لوحاتي إنه على المرأة أن تفخر بجنسها، كما أن الناس أيضا لا يتوقعون أن تهتم فتاة مؤمنة بالجنس ولذا أطرح هذا الأمر لأعبّر عن الفروق الكبيرة بين الثقافتين في الغرب والشرق». صورة الخنزير وإزاء صورتها وهي تصلي محجبة وتحمل خنزيرا فضلا عن صور أخرى تتعرى فيها، تقول سارة مابل: في رسمة «حرام» كنت في أفكر بمنطق علم النفس وكيف تتم تنشئة المسلمين على كراهية الخنازير في حين أن القرآن لا يدعو لكراهيتها ولكن فقط يحرم أكل لحم الخنزير لأنه غير نظيف، ولا يدعو لكراهية الحيوانات، ولا أعتقد أن الخالق سيدعو لكراهية مخلوق هو خلقه. وتضيف «أنا أضع الخنزير الصغير بطريقة ودية لست فيها حقودة أو ماكرة، واستخدامه هنا رمزي فقط ويشير لتقبل الثقافات المتعارضة لبعضها. أنا أظهر المسلمين وهم يتقبلون الغرب ويعيشون فيه ولكن لا يزالون ملتصقين بمعتقداتهم». وترفض سارة مابل وصف أعمالها ب»الفن الإباحي»، لكنها تعترف بأنه فن مثير وتعتقد أنه « لا خطأ في ذلك». وقالت سارة مابل إنها نشأت في عائلة بريطانية من أم مسلمة وأب غير مسلم، مضيفة أن هذا جعلها تحاول عبر الفن أن تمزج هذين الشيئين، واكتشفت أنه صراع من أجل معرفة أي جانب يجب أن تنتمي إليه، وتتساءل فيما إذا كان من الممكن أن تنتمي للطرفين عندما تكون ثقافتهما مختلفة. وتضيف: كنت أتساءل ما إذا كان من الممكن أن أكون فتاة مسلمة صالحة وبنفس الوقت فتاة غربية، ومرة أخرى أعمالي تتساءل «من هو المسلم الصالح»، وأنا أحاول أن أكون مسلمة فاضلة. تنديد إسلامي بالمعرض وفي لندن ،قال أنس التكريتي، الناطق باسم المبادرة الإسلامية البريطانية، ل»العربية.نت» إن جميع المنظمات الإسلامية أدانت المعرض، مشيرا إلى أن لجنة إسلامية زارت المعرض، ووجدت أن اللوحة المسيئة أكثر من غيرها هي ليست تلك التي تحمل فيها خنزيرا، وإنما التي تكشف فيها الصدر وهي محجبة. وأضاف التكريتي:الجمعيات أدانت الطريقة التي قدم فيها هذا الفن واعترضت على إثارة هذه القضايا في زمن غير طبيعي نتيجة الوضع المتأزم بسبب الرسوم المسيئة والروايات.. وفي زمن الرسول (صلى الله عليه ولسم) كان يناقش جميع الناس لأن الوضع كان طبيعيا، ولكن عندما يكون المسلمون في وضع غير طبيعي وتزداد نعرة العنصرية ورهاب الإسلام يصعب تقبل هذه الإعمال. وأكد أنس التكريتي أن الجالية المسلمة ترفض بالمقابل أي عمل عنف، مستطردا «ولكن أيضا يجب أن نعرف أن من قام بتحطيم واجهة المعرض ربما هم أشخاص فوضويون لا علاقة لهم بالإسلام»وقال التكريتي «كل من يريد أن يشتهر يكتب رواية لشتم الإسلام فيجد رواجا، أو يرسم لوحة تؤذي المسلمين، ومع ذلك يجب أن نفهم أنه ليس عندنا خطوط حمراء والاسلام يناقش كل شيئ، ولكن ذلك في ظروف طبيعية وعلى طاولة حوار حضارية وليس في الوضع اليوم حيث المسلمون في وضع دفاع مستمر».