لقد تحولت حياتنا إلى جحيم لا يطاق، وخوف مستمر عن المصير المجهول لفلذة كبدنا "بهذه العبارات يصف أحد أفراد عائلة الفتاة القاصر رحمة بلفلاح، ذات 16 سنة، حالة أسرتها بعد ان اختفت من بيت والديها منذ تاريخ 11 فبراير 2013، فيما كل المعطيات المتوفرة لدى العائلة المكلومة تشير بقوة إلى فرضية اختطافها من قبل شخص يرغب في الزواج منها. وتعود تفاصيل الحادث، حسب ما رواه عم المختفية الذي اتصل بجريدة "العلم" ان ابنة أخيه جاءت في زيارة عائلية إلى سلا وبالضبط حي الانبعاث، مطلع شهر فبراير الماضي، وبعدما قضت ثلاثة أيام عند عمها بشكل عادي،انتقلت في اليوم الرابع الى بيت عمها الثاني والذي يقطن في نفس الحي، وبعد مرور ساعات من وصولها اختفت عن أنظار عائلتها، وكأن شبحا اختطفها في غفلة منهم،هنا بدأ البحث عنها، حيث أسر لهم أحد الشهود أن الفتاة القاصر كانت قبل لحظات من اختفائها رفقة إحدى الجارات. وهنا ستستعيد العائلة شريطا قديما عندما تقدم شخص لخطبة الفتاة، وهي في سن الخامسة عشر، لكن الوالدين رفضا تزويجها إليه. واستنتج أفراد عائلة الفتاة المختفية أن الجارة التي كانت برفقتها هي من أقرباء الخاطب، كما اكتشفوا صدفة ان هذا الاخير كان يوجد يوم الاختفاء بنفس الحي، وبمكان الاختفاء، قادما من منطقة السهول بضواحي سلا. وبعدما استجمعت العائلة كل هذه المعطيات، صار لديها اقتناع كبير بكون ابنتهم تعرضت للاختطاف من قبل هذا الشخص. وعليه قامت بتقديم شكاية لدى الدائرة التاسعة للشرطة القضائية بحي الانبعاث بسلا، حيث تم تحرير محضر يتضمن مذكرة بحث لفائدة العائلة. ويؤكد عم المختفية، ان العائلة تأكدت لديها فرضية الاختطاف من قبل الشخص السالف الذكر، خصوصا بعدما اتصل بهم بعض من أقاربه لإيجاد حل للمشكل بالتراضي، والتنازل عن الشكاية، والترتيب لاجراءات الزواج، آنذاك فقط سيتم السماح للمختفية للعودة إلى بيت عائلتها. ويضيف العم أن الفتاة المختطفة تتصل بين الفينة والأخرى بأبيها عبر هاتف لا يكون رقمه مكشوفا، وتطلب من أبيها جمع الأوراق الضرورية للزواج، ومن خلال نبرات صوتها يبدو عليها الخوف الشديد وان شخصا ما يرغمها على قول هذا، وبمجرد ما يستفسرها والدها عن مكان وجودها يتم إقفال الهاتف. وتلتمس العائلة المكلومة من كل الأجهزة الأمنية تعميق البحث في القضية، والوقوف على كل الفرضيات، حتى يتسنى عودة الفتاة القاصر إلى أحضانهم.