أرجعت قضية اكتشاف الأطباق الجاهزة المغشوشة المستوردة مسألة السلامة الصحية الغذائية إلى الواجهة. وحركت الجهات المختصة في هذا المجال وعلى رأسها المكتب الوطني للسلامة الصحية. وتعود أسباب هذه الضجة إلى اكتشاف السلطات الصحية البريطانية الغش في الوجبات الغذائية المستوردة من فرنسا والمسماة »فاندوس«. وأكد الدكتور عبد العزيز شكري من المكتب الوطني للسلامة الصحية أن المكتب بمجرد تلقي هذا الخبر قام بما يلزم لاتخاذ الاحتياطات اللازمة للتأكد مما إذا كان هذا المنتوج يسوق في المغرب حيث أكدت مراكز الحدود أن هذا المنتوج يدخل فعلا إلى المغرب. وهكذا تم التعرف على المستورد وأجرى بحث مكن من معرفة وتتبع مسار الغذاء وكذلك بالأماكن التي يسوق فيها حيث قامت مصالح المكتب في المرحلة الأولى بالحجز التحفظي على هذا الغذاء للتمكن من إجراء التحاليل المخبرية عليه. وهكذا أخذت عينات من هذا الغذاء وبعثت للمختبر الرسمي للتحاليل والأبحاث الكميائية بالدار البيضاء الذي أكدت تحاليله أن هذا المأكول يتضمن فعلا خليطا من لحم البقر ولحم الفرس وهو ما يتنافى مع علامة الغذاء الذي يعلن أنه يتضمن فقط لحم البقر. وفور التأكد من هذه المعلومة أصدر المكتب الوطني للسلامة الصحية قراره بالحجز النهائي لهذه الأطباق يوم 4 مارس الجاري والتي تصل كميتها إلى 1 طن و600 كلغ حيث أن على المستورد إما إرجاعها إلى موردها في فرنسا أو القيام بإتلافها على نفقته. وفيما إذا كانت هذه الأطباق تشكل خطرا على السلامة الصحية للمستهلك أكد الدكتور عبد العزيز شكري أن هذه الأطباق لا تشكل أي مخاطر صحية وأنها صالحة للاستهلاك لأن تلك اللحوم آتية من مجازر مرخصة وتم الإشهاد عليها، والدليل على ذلك أن السلطات البريطانية لم تأمر بإتلاف تلك الأطباق بل سيتم توجيهها للمؤسسات الخيرية للاستهلاك. أما في المغرب فإن القوانين لا تسمح بذلك على اعتبار أن المنتوج مستورد حيث إن القانون يقضي بإرجاعه إلى بلده الأصلي. ويأتي هذا الحادث ليضع مسألة السلامة الصحية ومكافحة الغش في الواجهة ويضع المؤسسات المعنية أمام مسؤوليتها في مراقبة مثل هذه المنتوجات سواء المستوردة أو المنتجة داخليا.