لم يسمح الوقت للشرطة القضائية بمدينة العرائش لتتمكن من فك خيوط الجريمة البشعة التي اقترفها مجهولون في حق جثة، لكن وفي ظرف جد وجيز لم يتجاوز بضع ساعات من اكتشاف هذه الجريمة الفظيعة يبدو أن المصالح الأمنية قد تكون أمسكت برأس الخيط في هذه القضية التي تحظى باهتمام بالغ جدا من طرف العرائشيين وأضحت حديث المقاهي والمجالس، ووجدت الشائعات ضالتها إذ أطلقت العنان لسيناريوهات هوليودية مثيرة حقا، ذلك أن »العلم« علمت من خلال مصادر وثيقة الاطلاع أن الشرطة اعتقلت مساء أول أمس الثلاثاء أحد المشتبه فيهم ويدعى س وهو شخص له سوابق عدلية، وكان قد تردد على المقبرة في زحمة الجمهور عدة مرات بعد إعلان اكتشاف الجريمة. وواصلت المصالح الأمنية طيلة يوم أمس الاستماع إلى أفراد كثيرين من عائلة الراحل المسمى قيد حياته أحمد غزولة (المعروف بشيشا) وتركزت الأسئلة حول ما إذا كان للراحل أعداء ومن هم، وما إذا كانت العائلة لاحظت كل ما من شأنه أن يساعد التحقيق، كما تم السؤال عن معارف الراحل وأصدقائه وشركائه، وعن تفاصيل الأيام الأخيرة قبل وفاته. وإلى ذلك تم تجميع جثة الراحل ونقلت إلى طنجة لإجراء التشريحات العلمية الدقيقة، خصوصا ما يتعلق بالكشف عن هوية الجاني من خلال البصمات. ويذكر أن جثمان الفقيد أحمد غزولة ووري الثرى بمقبرة للامنانة بالعرائش يوم الإثنين الماضي في ظروف جد عادية، إلا أن رواد المقبرة اكتشفوا صبيحة يوم الثلاثاء أن الجثة تم إخراجها من القبر ثم تقطيعها إلى أجزاء، وأغرب ما لوحظ في هذه الجريمة النكراء أن الجناة قطعوا العضو التناسلي للفقيد ووضعوه في فمه، كما لوحظت آثار محاولة إحراق بعض أجزاء الجثة. ورغم أن الجثة نقلت إلى طنجة إلا أن حراسة أمنية تطوق المقبرة، والقبر تحديدا تحسبا لمحاولة تغيير آثار الجريمة.