مازالت الفضائح المجلجلة تلاحق الطغمة المتحكمة في رقاب الأبرياء بمخيمات تندوف، وهي فضائح تكشف الدرك الأسفل من الانحطاط الذي وصلت إليه زمرة من نصبُوا أنفسهم قادة ووزراء على مواطنين تم احتجازهم في المخيمات ليتاجروا بمعاناتهم وقهرهم لدى جمعيات ومنظمات على عيونها غشاوة. من هذه الفضائح تلك التي تتداولها وسائل الإعلام حول اغتصاب خديجتو محمود محمد الزبير من طرف أحد أركان طغمة »البوليساريو« إبراهيم غالي الذي مارس عليها التحرش ثم التهديد والضغط فالاغتصاب بعد أن قصدت مكتبه كسفير لجمهورية الوهم بالجزائر وكممثل لها بمدريد من أجل الحصول على تأشيرة للسفر إلى اسبانيا للمشاركة في أنشطة انفصالية.. لم تقف الفضيحة عند هذا الحد، بل إن ابن رئيس وزراء جمهورية الهمّ، عبد القادر الوالي، سيغتصبها هو الآخر عندما اتصلت به لتخبره بما وقع لها على يد غالي. لم تسكت خديجتو، وبمجرد حصولها على التأشيرة والوصول إلى إسبانيا، رفعت دعوى قضائية ضد المعنيين، وهو ما أعلنه المحامي الإسباني أغوستين ديلاغروث في ندوة صحفية بمدريد. لانعرف ماذا ستقوله الجمعيات والمنظمات الإسبانية على الخصوص، التي دأبت على تنظيم أنشطة دعائية لزمرة الانفصاليين، أمام هذه الفضيحة المدوية، خاصة أن هذه الهيآت تقوم بحملتها التعبوية لدعم الطرح الإنفصالي تحت شعارات حقوق الإنسان التي تملأ بها الدنيا زعيقا ونفيرا من دون أن تنتبه لما يجري في المخيمات من دوس وانتهاك لأبسط حقوق الإنسان المفترى عليها، بينما أقامت الدنيا ولم تقعدها في قضية أميناتو، فقط نكاية بالمغرب. الفضيحة الثانية، وهي لاتقل فظاعة عن الفضيحة الأولى، تتمثل في الجرائم التي يتم ارتكابها ضد الأطفال في مخيمات تندوف الذين يتعرضون لأبشع أنواع الاستغلال منذ عدة عقود من دون أن يرف جفن الجمعيات الاسبانية المساندة لزمرة الطغاة والجلادين بتندوف إزاء مايحدث على مرمى حجر من سمعها وبصرها. في هذا الإطار ، سيتم بالعاصمة السويدية، ستوكهولم، تنظيم تظاهرة ، »الحمامة البيضاء« (يومي 11 و 12 فبراير الجاري) للتنديد بالجرائم التي يتعرض لها الأطفال في مخيمات القمع بتندوف؛ وسيتم بالمناسبة تجمع للأطفال وأمهاتهم أمام البرلمان السويدي، خاصة أن هذه التظاهرة تأتي بمناسبة اليوم العالمي للطفل الجندي وهو اليوم الذي يحمل عدة دلالات بخصوص استغلال الأطفال في الأعمال العسكرية، والرمي بهم في أتون حرب لايعلمون عنها أي شيء. ترمي هذه التظاهرة إلى فضح الجرائم الفظيعة التي يذهب ضحيتها الأطفال الصحراويون المغاربة، الذين تم نزعهم بالقوة من عائلاتهم، ورُحِّلُوا إلى كوبا والاتحاد السوفياتي سابقا، والجزائر وليبيا حيث تم إجبارهم على متابعة تداريب عسكرية قاسية وتكوين إيديولوجي صارم بعيدا عن ذويهم وبلدهم، بِغَرَضِ تجنيدهم في صفوف فلول الانفصاليين للقيام بأعمال إرهابية ضد وطنهم الأب. لقد خطط »البوليساريو«، بدعم ومساندة تامة كاملة من طرف الجزائر، لبرنامجه هذا من أجل محو هوية الأطفال المستغلين لأهداف سياسية، واستعمالهم كوسائل ابتزاز وضغط من أجل إرغام آبائهم وأسرهم على البقاء في مخيمات تندوف. وفي نفس الوقت ضمان المزيد من المساعدات الدولية التي تستفيد منها الطغمة المتحكمة في رقاب المواطنين المحتجزين بهذه المخيمات. إزاء هذا الوضع المخزي، يريد منظمو هذه التظاهرة بالسويد مخاطبة ضمير القوى المحبة للسلام والحرية من أجل التدخل والضغط لوضع حد للمأساة التي يوجد فيها الأطفال المغاربة الصحراويون وعائلاتهم المحتجزون في مخيمات تندوف منذ أكثر من 35 سنة، في انتهاك صارخ لجميع المواثيق والاتفاقيات الدولية. كما تهدف تظاهرة السويد الى تمرير رسالة »الحمامة البيضاء« كرمز يحمله الأطفال والأمهات في مختلف أنحاء العالم لإسماع آلام ومعاناة أمهات مغربيات صحراويات محتجزات في مخيمات تندوف، وفضح الانتهاكات المتكررة التي ترتكبها الطغمة المتحكمة في مصير مواطنين بقوة الحديد والنار..