كمغاربة نعرف جيدا السيدة كوسازانا زوما التي تشغل الآن رئيسة مفوضة الاتحاد الافريقي، فهي التي شغلت في السابق منصب وزيرة الخارجية في حكومة جنوب إفريقيا وهي التي قادت بحماس كبير جدا الجهود لاعتراف حكومة بلادها وهي ترأس ديبلوماسيتها آنذاك بجمهورية الوهم (البوليساريو)، وحينما ننقب جيدا في ماضي هذه السيدة نجد أنها كانت تحمل جواز سفر جزائري في وقت من الأوقات في زمن الأبارتيد في جنوب إفريقيا ، وأن علاقتها مع سلطات الجزائر كانت ولاتزال تفوق علاقتها بسلطات بلدها أصلا. وحينما أعلنت ترشيحها لشغل رئاسة مفوضة الاتحاد الإفريقي فهمنا نحن كمغاربة أن اللوبي المعادي للمغرب والمتكون أساسا من الجزائر ونيجيريا وجنوب إفريقيا تعمد إقفال باب الجهود التي كانت تبذلها بعض حكومات الدول الإفريقية بهدف تعبيد الطريق أمام عودة المغرب إلى حظيرة الاتحاد الإفريقي. الآن حينما تدعو هذه (الزوما) في التقرير الذي قدمته أمام دورة المجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي الذي انعقد بأديس أبابا إلى«إجراء استفتاء يمكن الشعب الصحراوي من تقرير المصير» فإنها تزيد في تعقيد الوضع لا المساهمة في حله، أولا لأنها متجاوزة تماما حتى بالنظر إلى قرارات مجلس الأمن الكثيرة التي تدعو إلى إيجاد حل سياسي متفاوض بشأنه ومقبول من جميع الأطراف، ثم لأن زوما هذه لا يمكن أن تكون مخاطبا نزيها ومحايدا في بحث سبل إيجاد أية تسوية لهذا النزاع المفتعل.