هل يكفي التأسف لتبرير الصفعة الجليدية التي تلقاها المغرب اليوم بستوكهولم بعد مصادقة البرلمان السويدي على ملتمس يدعو حكومته الى الاعتراف بالكيان الوهمي بتندوف . السؤال الذي يجب أن يطرح نفسه بحدة تجاه الحدث هو كيف تمكن حفنة من الانفصاليين يقودهم ممثلهم بالسويد المدعو علين الكنتاوي منذ أشهر عديدة من استغفال كل الآلة الديبلوماسية و الاستعلامية للمغرب ليخترق أكبر مؤسسة تمثيلية في مملكة السويد و ينسق مع يمينها و يسارها ؟ أين كانت آذان و أعين تمثيليتنا بهذا البلد و نفس الشخص ينظم بقلب البرلمان السويدي ندوة حول الثروات الطبيعية بالأقاليم الصحراوية المسترجعة و ينتزع من التيارات السياسية الحاضرة بمختلف تلاوينها إقرارا رسميا بأن الاتحاد الأوروبي مخطىء في إبرام اتفاق شراكة مع الرباط ، لا يأخد بعين الاعتبار وضع النزاع الدولي حول الاقليم ؟ القبول بمنطق أن التجاذبات السياسية بين فريقي المعارضة و الأغلبية بالبرلمان السويدي لتبرير الملتمس الصادم هو استخفاف بالمسؤولية و قصور خطير في استباق الأحداث و استيعاب المستجدات و مسلسل الإخفاقات و الانتكاسات التي منحت صوت الانفصاليين فرصة ذهبية لاختراق الجبهة الأوروبية التي ظلت لسنوات تلتزم الحياد حول ملف الصحراء و تدعو للحوار في إطار الأممالمتحدة لايجاد حل سياسي له . البحث عن المبررات في الوقت الراهن و صياغة مواقف التأسف لن تفيد في امتصاص أثر الصدمة . و المنطق السليم يغترض وضع الجميع أمام المسائلة الرسمية و العلنية . خطورة الوضع لا تتمثل فقط في مجرد ملتمس برلماني قد يتم التجاوب معه من طرف حكومة السويد أو رفضه , الأكيد أن شهية الانفصاليين ستنفتح في المقبل من الأيام على الآخر . و أعراض هذه الشهية المبررة و المعقولة تنكشف في تهديد أجد القادة الانفصاليين قبل أيام باللجوء الى الأم المتحدة لطلب إعتماد جمهورية الوهم كعضو مراقب بالأممالمتحدة على غرار فلسطين التي حققت نفس المطلب . القراءة الصحيحة للمستجد الأخير يجب أن تننبني من قناعة أن الاهمال الرسمي لبعض التفاصيل الصغيرة في ملف وحدتنا الترابية ينطوي على العديد من المخاطر و قد يولد سلسلة من الأخطاء المتعمدة أو العفوية التي تلحق الضرر البالغ بالموقف الوطني . و حالة السويد هي في الواقع الأمر نتيجة متوقعة لمسلسل هذه الهفوات التي تتحمل فيها ديبلوماسيتنا في شقيها الحكومي و البرلماني و حتى المدني الجزء الوافر من المسؤولية عن نكسة لا يهم ما ستنطوي عليه من تداعيات بقدر ما يتوجب التنقيب في الظروف و الدوافع التي أدت الى وقوعنا ببديهية و غبء أيضا في فخها .