تحت شعار: "مزيدا من النضال من أجل إسقاط المصالحة المغشوشة"، نظم مكتب المنتدى المغربي من أجل الحقيقة والإنصاف فرع جهة تادلة أزيلال وقفة احتجاجية أمام مقر المديرية الجهوية للمجلس الوطني لحقوق الإنسان ببني ملال يوم الثلاثاء 13 نونبر 2012 على الساعة العاشرة صباحا، شارك فيها ضحايا الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان بالجهة من أبناء الشهداء وضحايا الاعتقال السياسي والنفي، رددوا خلالها شعارات من قبيل: - الشهداء في القبور ------- الجلادين في القصور - هما فين هما فين ------- أولاد الشعب المخطوفين - بوكرين ارتاح ارتاح ------- سنواصل الكفاح - بالنضال والصمود ------- الحقيقة ستسود بعدها تم إلقاء كلمة تناولت أسباب تنظيم الوقفة ودواعيها: من حيث إمعان الدولة في تجاهل مطالب المنتدى وفرضها لمقاربة تنعدم فيها معايير العدالة والانصاف كما ينص على ذلك القانون الدولي الإنساني، مما يؤكد بالملموس أن النظام السياسي الحاكم بالمغرب إنما يقوم بتسويق مصالحة مغشوشة لتلميع صورته وتلطيف انتهاكاته الجسيمة لحقوق الإنسان في الماضي والحاضر. ويندرج ذلك في سياق فشل أطروحته حول "العدالة الانتقالية" و"الحكامة الأمنية" وغيرها من المصطلحات التي يهدف من خلالها هو وأبواقه المأجورة، إلى الالتفاف على الإستراتيجية التي أقرها الضحايا المتمثلة في الكشف عن حقيقة الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان ومساءلة الجلادين المسؤولين عنها جنائيا وجبر كافة الأضرار الفردية والمجتمعية عن ذلك، وعلى اعتبار أن الجرائم المرتكبة هي جنائيات لا يطالها التقادم. وتطرقت إلى بعض أوجه معاناة الضحايا بالجهة فيما يخص مواصلة حرمانهم من مورد قار للعيش الكريم وكذا عدم جدوى بطاقة التغطية الصحية لمن حصل عليها، التي تفرض الدفع المسبق لتكاليف العلاج والتطبيب والدواء ناهيك عن المشاكل والعراقيل المفتعلة لمنظمة «CNOPS» في إرجاع جزء من المصاريف. وكنتيجة لذلك يتساقط الضحايا ليخطفهم الموت جراء هذا الإهمال المقصود. وفيما يخص الإدماج فإن الأغلبية الساحقة من الضحايا لا زالوا محرومين من حقهم في الإدماج هم وأبناءهم، الذين فُوتت عنهم الفرص في الدراسة ومتابعتها وفي الكسب المادي بأنواعه بفعل شراسة القمع المسلط على الأسر وسياسة قطع الأرزاق... وفيما يتعلق بالتعويض تم الوقوف عند حرمان العديد من الضحايا الذين تقدموا بطلبات التعويض المادي وقوبلت بالرفض، ناهيك على التفاوت الصارخ في المبالغ المسلمة للضحايا الذين تقدموا بطلب ذلك، سيما داخل المجموعة الواحدة من حيث ظروف الاعتقال ووطأة التعذيب وآثاره الوخيمة... ليتبين الخلفية الانتقائية والزبونية المتحكمة في عملية التعويض؛ وتكمن المفارقة في منح التعويض المالي السمين لمجموعة من الأشخاص الذين كانت تجندهم السلطات إلى جانبها في ملاحقة وإرهاب وقمع الضحايا وعائلاتهم، وهذه المقاربة السلطوية أضحت منهجا لها عندما سلكتها مع أعضاء المقاومة وجيش التحرير بحيث نال جلادون وعملاء للاستعمار صفة "مقاوم". كما سجلت الكلمة المعاناة الفظيعة التي تكابدها أسر الشهداء والمختطفين مجهولي المصير في عدم تسلم الرفاة وحقيقة مصائرهم، كما هو الحال مع الشهداء بالجهة: موح أوموح نآيت بري، حدو أولحسن نآيت لحسن، سعيد أوعيوض، حدو نآيت تلا... وختمت الكلمة بدعوة السلطات الولائية بالجهة للاستجابة للملف المطلبي لفرع المنتدى، والتعبير عن التضامن مع كل ضحايا الاعتقال السياسي والمطالبة بإطلاق سراحهم وفي مقدمتهم معتقلو حركة 20 فبراير والاتحاد الوطني لطلبة المغرب، وتوجيه النداء إلى جميع أعضاء المنتدى من أجل التعبئة للمشاركة في المسيرة الوطنية يوم الأحد 25 نونبر 2012 بالرباط.